أبحث عن موضوع

الجمعة، 1 فبراير 2019

ابنة النهار ................................ بقلم : عبير محمد / مصر






كلما أطلَّ تشرين ومعه ذاكرة المطر

يتوهّجُ طيفك في مواقد الحنين

ضوء القمر الذي يسترق السمع

يمدُّ أشعته كاللبلاب إلى شرفتي

الخاوية إلا من ذكرياتك

أتخيلني أتسلق أغصان الضوء

لأكون نجمة حرة تسبح في سديم

الهيام

وعندما أفيق من شهقتي التي تكاد

تقدُّ قميصي المضمَّخ بسلافتك

أسمع صوتك المسافر مع صهيل الريح

يهمس كنقاء مطر يغسلني

قطراته كالبلور الصادق في رؤياه

ليس كما المرآة التي لم تفِ بوعدها

منذ آخر ظلٍّ لك غادر المكان

***

حبك دفء الشمس

المتغلغل بين مسامات الغمام

يصعب معرفة كيف أصل إِليك

بمدى التأويل وأنا أتسلق سلَّم المعنى

فهل سأرسو على رحاب حبك العتيق

وأنا أستنطق كل الأمنيات بنوارس النبض

وأنثر سحر تغنُّجي

من خوابي فؤادي

نعيماً في مدائن قلبك الكبير

يا ترنيمة الصباح التي تضوع بغناء الشحارير

***

أيها المتشح بالندى

تبحث عنك امرأةٌ عاشقة

رسم ملامحها الشغف بألوان فقدك

وأسكرتها أنخاب الشوق حدَّ الهذيان

أحببتك قبل بدء أبجدية الحب

و وشمت عشقك على أرصفة الغياب

بمدامع العيون

يا ابن الياسمين

أنا ابنة النهار

عباءتي من زلال الماء

آمنت بالحب منذ البدء

وأنت موجةٌ تحبو

نسيَت أناملَها على الشاطئ

فطافت روحي في ملكوت نور الله

أشواط نقاء

وفي محرابها أقمْت قيثارة لوطني

وإنشاداً متفرداً بيقظة الوعي

بعيداً عن هذيان ذاك الجنون

***

فيا صـبـري رويـدك

حين تبكي الأرض يبابها

بـأحـلامــك الـلاهـثـة

كشفاه الـشـمـس ومجرة العصافير

التي تراودني بعد ارتدائي

سماء أجنحتها

حين تلوح السماء

بعزائها الأخير للراقدين

فـي زوايـانـا

على مـن فـضَّ بـكـارة الـيـاسـمـيـن

ونحن نغرد لاهثين

خـلـف الـمـرايـا

فكيف سننجو حبيبي من أنواء

الوجع ؟

***

حبك الطاهر طوق نجاة

أستعصم بعروته الوثقى

من وجوهٍ لطَّختها الدماء

سأمنح عمري لشتلات الياسمين

لتبدأ الحياة

وتبرأ الأحزان

وأملأ القلب بالفرح

وألوان قوس قزح

وأترك لعنة الحروب الضريرة

فكن الرجل الوحيد المتيقظ

حين يقيم الحب مناسكه

في محراب القصيدة

كن ملهمي ومعبر أحلامي

يا ملكوت الطمأنينة

بقبلات أنفاسك يعم دفء الصمت

في أحلامي الوئيدة

فابعثْ بيادر أملٍ لمسك الختام
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق