أبحث عن موضوع

الأربعاء، 30 يناير 2019

وجهة سفر ......................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق






كان النهرُ معصوبًا بالضّفّتين

وكانت عكّازةُ اللّيلِ متّكأً له

أثناءَ العبورِ نحو الجنوب

يشربُ رعشاتِ السّعف

بلا كأسٍ

يذوقُ فيها طعمَ السّراب

القابعِ خلف ستائرِ النّوافذ

لم تفصحْ -بعد - قناديلُ الولاية

عن صمتٍ معبّإٍ بقواريرَ من عتاب

منْ قامَ بذبحِ الرّيح

أمام مرآى ومسمعِ الغياب ،

بمَقصِّ الرّغباتِ

أقصُّ من النّهارِ قطعًا وزوايا

لأدسَّ بها مساماتِ النّوافذ

ولو يتشظّى عليّ دربُ المحاريب ،

صلاتي هنا

للاستسقاءِ في وادي التّيه

وقتَ ظهيرةِ الغيوم …

كلّما اشتهتِ النّيرانُ

عطشَ اشتياقي

أملأ لها كؤوسَ الآهات

لم تفرغْ من رشفةٍ وإن تعددتْ الرشفاتِ ،

ثمّة شهقةٌ

كادتْ ترتشفُ طيفك بنهمٍ

وينتهي بالظنِّ المطاف …

عمرٌ

أنتهتْ فيه

أغاني الشّباب

لم يبقَ منه إلا دموعُ النّايات،

أين صحبتي؟

أين ضحكتي؟

كلّها ماتتْ قبلي،

سبقوني هم في الغياب

أنا غلبتهم في غربتي مهرولاً

ولا أخشى عليها من الحسّاد،

بين ضحىً ومداه

أضمحلَّ ظلّي

بدونِ سابقِ إنذار

وأنا حولَ قلبي أحومُ

أعاتبُ نبضاً ضاعَ سدىً

بين ضلعٍ وخافقٍ يصوم

وصامَ الدّهرَ بلا هلال

تلك الأيّامُ يداولها الحوارُ

مذ صرختي الأولى

غابتْ عن بالي نصيحةُ أمّي

بتسخينِ المعاطفِ قبل الولوج

وما بالُ سعي أبي بشراءِ الدّفاتر

لأكتبَ درسي مرّاتٍ ومرّات

كانتْ وصيّتي في الورقةِ الأخيرة

تصحيحَ وجهةِ سفري

وأن تُدفنَ الرّصاصةُ معي

كي لا أنسى لها شكري ……




البصرة ٢٤-١-٢٠١٩
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏قبعة‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق