(من المحيط الى الخليج )
أيُّها الميّتُ منذُ عامِ الفيل
ساعةَ ما أطبقتْ سماءٌ بطيرِها
على أرضٍ بوهادِها . . .
بيني
وبينَكَ قرونٌ من أرواح
لكنَّ الموتَ حصانٌ يمضغُ لجامَه . . .
قلّبْنا كُلَّ الصّفحاتِ الصّامتة
انتهيْنا إلى أنَّ الزّمنَ ما فتئَ نديّاً بهوامشِ حياةٍ لم تُبدلْ ثوبَها . . .
أشعرُ أنّكَ لم تزلْ محارباً يمتشقُ سيْفاً
هل كذاكَ أنت ؟
أمّا أنا
فأبحثُ في داخلي الممزّقِ عن وَطَن !
. . . . .
رحلاتٌ ما أضاعَها
حرُّ صّيْفٍ
ولا قرُّ شتاء . . .
حقائبُ حُبلى تنتظرُ النَّفاس . . .
أسلحةٌ
للدّفاعِ عن العَدوّ
لأنَّهُ السّيدُ الذي يجبُ أنْ يُطاع
بسبابتِهِ قبلَ لسانِه . . .
مُخدّراتٌ
لإطفاءِ آخرِ ومضةٍ في جماجمَ خواء
ليستْ بحاجةٍ إلى أقدسِ ما صنعتْهُ يدُ الله . . .
إنَّها قبورٌ محمولة . . .
ما يُرجعُ الشيخَ إلى صِباه
في زمنِ الإخصاءِ القسريّ . . .
حيثُ يلتفُّ النّهارُ على ساقٍ واحدة
تنحدرُ أطرافُهُ إلى آهاتٍ ليليّةٍ في صدورِ التّعساء .
ثيابُ نومٍ من صنعٍ أجنبيّ
يراكَ ولا تَراه
يسقطُ في اليَدِ خيارٌ واحدٌ فقط . . .
لم نحتجْ لحمايةِ قافلةٍ
فهي محروسةٌ بعينِ الزّرقاء
وسيفِ أبي رُغال . . . .
. . . . .
النّاسُ هُنا
على مفارقِ دروبٍ شَتات
لا تُؤدي جميعِها إلى روما
ليستْ أدرى بشعابِها . . .
مَنْ يبيعُ نفسَهُ بعملةٍ
اشترتْ من الموتِ أبشعَ صورِه
ليعودَ رِقَّاً مشروحَ الشّفتيْن . . .
مَنْ يُصلبُ
على جذعِ طقوسٍ ممنوعة
ويُدفنُ واقفاً . . .
مَنْ يسبقُ ظلَّهُ إلى وَراء
ليكونَ وجهُهُ قفاه . . .
كُلُّ شئٍ مُباحٍ
مادامَ لا يُحركُ ساكنَ مُستنقَع !
ّ . . . .
السّيرُ بلا أقدام
رجلٌ من السّلفِ الغابرِ أتى
يُعطّرُ بهُتافٍ مُستنسَخٍ عن عهودٍ خلتْ . . .
بيدهِ مفتاحُ كُلِّ مُغلَق
تستفيقُ تحتَ قدميْهِ أيامٌ
استوحشتْ أعمدةِ الأسمنت . . .
تساوى عَطنُ الروْثِ
وعبقُ الجٌوريّ
فكانَ الأمسُ جديدَ يومِه . . .
يالَتفاهةِ الأسماءِ حينَ تكونُ أصغرَ من حروفِها !
. . . . .
سُفراءٌ
يُتقنونَ فنَّ الصّفقاتِ الدّاكنة . . .
ليسَ بينَهم وبينَ رايةٍ خلفَهم صلةُ قُربى
لا فارقَ بينَ خلفٍ وسلف . . .
قادةُ الزَبَدِ الهاربِ من عينِ الشّمس
يرسمون الخُططَ بأطرافِهم السّفلى
لأنَّهم رهنوا العُليا عندَ مُرابٍ من مدنِ الفوقِ العاجيّ . . .
لم يبقَ إلآ سِلّمٌ
ترتقيهِ قرودٌ مُدرّبة . . .
ويحَ بافلوف *
كلابٌ
يسيلُ لُعابُها لعظْمٍ دونَ أنْ تراه . . .
وعّاظٌ
يسفّهونَ . . .
يُخَطّئون . . .
ليسَ لديْهم سوى فلسفةِ الضّرب
ضربَ زيدٌ عمراً
لكنَّهم
يأكلونَ السّمكةَ حتى رأسَها . . .
رعيّةٌ
ألقى سيزيفُ على ظهرِها صخرتَه
فبركتْ
ترجو مائدةً من السّماء . . .
بانتظارِ جودو
مصباحِ علاءِ الدّين
عصا موسى النّبيّ . . .
إنْ ذُكرَ الصّديقُ
اكفهرّتْ منْهم وجوهٌ
اهتزوا
جأروا
غادروا . . .
الخزائنُ بيدٍ أمينة . . .
أليسَ كذلك ؟
. . . . .
أيُّها الميّتُ منذُ عامِ الفيل
نَمْ
فلْتقرْ منكَ عيْن . . .
لم يكنْ هناكَ على البابِ عبدُ المُطّلب
الدُّعاءُ
يتعثّرُ على عتباتِ المساجد . . .
ما انْفكَ أصحابُكَ يتوارثونَ فيلَهم حتى غدا طيرَ أبابيل
ونحنُ
لا شكَّ عصفٌ مأكول !
. . . . .
آذار / 2018
*إيفان بتروفيتش بافلوف وهو عالم وظائف الأعضاء روسي، حيث طور مفهومه حول الاستجابة الشرطية من خلال أبحاث المشهورة على الكلاب، وفاز بجائزة نوبل في عام 1904.(منقول) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق