أبحث عن موضوع

الخميس، 15 مارس 2018

حوّاءُ و العيد ........................ بقلم : نجاة الشرقاوي / المغرب



حوّاء ...ا
هنيئاً لك العيد .
عيــدٌ ؛
كم رقصتْ له ،
كلماتٌ ...
كم تعطّرَ ،
برحيقها أمنياتٌ ...
كم دُبِّجتْ فيه ،
قصائدُ ... ، مدائحُ ...،
و أغنياتٌ ...
سيدتي ...ا
أَوَ صدّقتِ ،
كلَّ ما يُلاكُ من كلام ...
كلَّ مايُفْرش ،
بيْن يديكِ من مجاملاتٍ ...؟
سيدي ...ا
عيدكِ ؛
أضْحى جُملا ...
أمانٍ مثل السراب ،
زائفاتٍ ...
ورْدٌ بِلا عِطــرٍ ،
يُهْدى .
مُحَنّط ،
بِلا أرِيجٍ .
خادعٌ ،
يمْلأ فراغَ الباقــاتِ ...
.......
سيدتي ...ا
كلُّ هذا .
تُراهُ ما يفيدُ ؟
كلُّ الِاحتفال ،
كلُّ الِانفعال ،
كلُّ هذا النفاقِ البليد ؟
ثكالى ...
أراملُ ...
و لاجئاتٌ ،
على امْتداد الأرض ...
و دموعٌ ... دموعٌ ...
على الخدِّ ،
نازفةٌ لا تَحيد .
سيدتي ...ا
ما جدْوى الِاحتفال ؟
ما جدْوى هذا العيد ؟
هنا ذُلُّ ..
هنا عنْفٌ ..
هنا قهْرٌ لِنِسوةٍ ..
تعِشنَ وهْمَ الشِّعارات ،
بِواقعِ مِحْنة العبيدِ ...
حوّاء ، يا حوّاء ...ا
ها أنتِ في هذا العيد .
مُرهفة ،
حالمة ،
مُنْتشية ،
مُتحملة .
و ها توْأَمُ الخلْق معكِ ،
رغْم كل الكلام ...
رغم كلِّ ،
هذا الركام ...
في ذُكورَتِه عنيد ، عنيد .
سيدتي ...ا ها أَنتِ ،
ما زلتِ في الدّرب ،
تتحملين .
يُهاجمُك الزمن ،
بالهمِّ .
و أنتِ بالمحبَّة ،
روحَك تبْسُطين .
بِدمعٍ صامتٍ ...
بحزنٍ دفينٍ ...
سيْلَ الخيْباتِ ،
تُوقِفين .
.......
ما أبهاكِ ، سيدتي ...ا
و كلَّما هَـلَّ عيد ،
شامخةٌ أنتِ .
نخلةٌ ،
لا تهزُّها الريح .
و لا ،
تعْبأُ للزّوابع العاتياتِ .
لا تهُزّها ،
نظراتٌ بلْهاءُ ...
بالِافْتراسِ زائغاتِ .
لا تُوقفُ الخطْو الواثقَ ،
منكِ .
غِلٌّ ... و أحْقاد ...
و نوايا خائباتِ .
قويّة ، شامخة ...
مِعْطاء أنتِ .
- سيدتي ...ا –
بنُكْران الذّات .
.......
و أنتَ سيدي ...ا
ألَا تُعْلن العرفان ؟
ألَا ترفع ،
قبّعةَ الاحترام و الِامتنان ...
لِمنْ أرْضعتكَ ،
مِن روحها ..
نبْضَ الحياة .؟
لِمنْ شاركتْكَ ،
قاسمتْكَ ،
ما مضى مِن وُجُودك ،
و ما هو آتِ ؟
لِمنْ تزرع الفرحةَ ،
بقلبكَ .
و إِن قستْ ،
عليكَ الأيام ...
وحْدها ،
مَن تمْسح مِن على الخدّين
سيْــلَ الدّمْعات .
هي الأنثى ،
أُمّا ،
أُخْتا ،
بِنْتا ،
رفيقةَ درْبك ..
في الضّراء .. في السّراء .
في إِشْراقةِ الصّباحاتِ ...
و عنْد همْسِ الأمسياتِ .
........................................
8/ 3 /2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق