أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 28 مارس 2017

ليلة الكشف عن الذات................. بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق



ما أصعب هذه الليلة أسحقُ دبابيسَ الحلكةِ خلسةً
وألتحفُ الذاتَ تحت قسوةِ البردِ بقماشٍ من صحراءَ
مبطنةٍ برمالِ الأماني وركامِ الأحلام ٠٠
عندما تكون الذاتُ هي أمام الجميع عاريةً فوق منضدةِ الحنينِ تسمعُ نايَ الليلِ المؤدبِ يسترعي انتباهَ النجومِ الغافيةِ على زرقةِ السماءِ المدلّلةِ ٠٠
ما أصعب الذات وهي صلدةٌ صلبةُ ممزوجةٌ بالتجلدِ
أية سكين تستطيع أن تشرحها لمعرفة ما في الجوفِ٠٠
ما أصعبها حينما للتو خرجتْ من الظلِّ العالقِ على عشبِ العمرِ الذي جزّتهُ مكائنُ الحوادثِ ٠٠
الحديثُ طويلُ٠٠جداً جداً٠٠ أمام الفراشاتِ الحالمةِ بعودةِ الشموعِ التي ذابت مع أواني النيرانِ وخيط تهشمَ بألسنةٍ من ضياءٍ٠٠
سنعودُ بعدَ قليل
وبعد الفواصلِ الجبريةِ تقيمها صرخةُ طفلٍ أو طقطقةُ أسنانٍ أو مواء السكونِ حينما يتثاءبُ بوجهِ النداءِ ٠٠
تسألني عن ذاتي وهي عارفةٌ بتكوين الصلصالِ والفسحة المختصرة لكلِّ أعوامِ المراحلِ في المنشأ٠٠
لازالت كباقي الذواتِ مطمورة في نفاياتِ العمرِ البالي كانت أمي قد زرعتْ ذاتي في صخرةٍ جلمودٍ أو أكتسبتها غنيمةً من غنائمِ أحدى الغزواتِ٠٠
ينزلقُ اللغزُ من هامةِ الرأسِ يبحثُ عن نفدةٍ تتبرعمُ فيها أوراقي قبلَّ أن يقطفها أحفادي وزنابيرُ البلادِ السائحةِ
على زهورِ العنفوانِ والرغبةِ ٠٠
رغم طولّ الذاتِ الفارع لم ترتقِ الى غيمةٍ ترتوي من رضابِ الشموسِ ولا تمسح من وجهها الضبابَ أو تغسل عينيها بمطرِ المواسمِ والفصولِ المحسوبةِ على سنواتِ العيشِ الكادح ٠٠
لغاية الآن اسمي لن يكتشف جوهرَ ذاتي المكنون في الأعماق الذي لم يخرج مع الحبلِ السري لأنه محسود٠٠
لا تعتقد أن ذاتي مقطوعةٌ فهي أمتداد من شلالِ طيبة البشرِ ومتفرعة من شجرةِ الحناءِ ٠٠
تصبحون على ألف ذات٠٠


  ٢٧-٣-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق