أبحث عن موضوع

الخميس، 21 يوليو 2016

القطار الواحد والثمانون ................ بقلم : انعام الشيخ عبود // العراق


صفيرٌ كالصريرِ
يهمسُ لأمي مناديا ً
رغيفكِ الذي رمقَ ماضينا
احمليهِ بينَ كفَّيك إلى هنا
دعيني اشمُّ عبقَ البيتِ
في جمرةِ أنفاسهِ
ونسائم ِأبوابهِ ونوافذهِ
وأرى صغارنا يتحلّقونَ وعصافيرَ السدرةِ
ضفيرتي تسابقُ خطوتي
أتحدى شمسَ الظهيرةِ
ونباحَ الكلابِ
واغرابَ محلتنا
أهفو متلهفةً لـ أنفاس أبي
هاهنا ...
حملني بينَ ارجوحةِ ذراعيهِ
داعبتْ الصفّارةُ
قبَّلني وعطرٌ معرقٌ
وأنفاسٌ تحرقُ
سعالهُ مزَّقَ أوصالي
نخرَ قلبي
ودخانٌ يملئ صدرَ أبي
تبادلنا قبلاً
شوقاً.. حناناً.. وتعباً مفرطاً
همسَ لي
كيفَ حالُ أمكِ
أحسستُ بهِ
ظمآن.. بردانٌ
لكنهُ فرِحٌ
أتتشوقُ للقاءِ أمي ؟
ثم رسمَ قبلةً
على جبينِ طفلة ٍ
ومضى القطارُ
لوَّح لي
سنلتقي في غضونِ
أيامٍ وساعاتٍ
من الأنَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق