أبحث عن موضوع

الخميس، 21 يوليو 2016

بحث عن أنثى ............... بقلم : محمد حمودة / فلسطين



..
اردت السفر والاستيلاء
على الرحلات الجوية
وقهر السنونو
وصفع الريح في وجه الغروب
اردت تغير ملابس العمل الذابلة
ودثر فرق التعب المتكلم بجلدي
ونبذ القهر الجانبي على لحمي
ولعن الحب المسافر خارج حدود يدي...
خرجت منفعلاً
برداء غليظ أشبه
لِشفاه أنثى دائبة على ممرات الحب
رداء أكثر من مطاطي
أتخذه عريناً لي
يقيني شر المفاجآت
ويحميني من افك الحسناوات
فقد يختلط على قلبي الحب المتعدد
بيد أني أحب كل النساء
دون عقل
يتمرجحن به ويمزجن مشروبهن به
لا استثني منهن واحدة.
..
بحثت عن أنثى
أكثر تمرداً من البراكين والزلازل
تعرف قيمة الطبيعة وتحاربها
تتغنى بجنون الرجل
تمسح لعنة البرد بأصبعين من طين
أنثى أكثر دهاء من حوريات البحر وأصدافه الناعمة
أنثى أطهو على وسادتها الحب
فأكون قد انهيتُ خَميص قلبي بها.
..
كنت أحلم بتيار مغاير يقتل الرمح
والقوس المدبب
أركنه في كتب التاريخ القديمة
واستبدالهم بقبل لا تنتهي
وعنوان يملك الصحو في النوم كي لا انام.
كنتُ أحلم في البحث عن أنثى أكثر من طاغية
تغتالني وتقتل نفسها بي
أشرح جسدها في ليلة رادفة
في مونولوج درامي يكتظ به النبيذ
وسلة فواكه تعتري المكان
أقتص منها ألوان جميع النساء
بحثت عن
امرأة التفاح وجسدها الأكثر فاكهة على العالم
والأشهى في موضع الثنية
جسد تفاحها
لا يؤكل ولا يُعطى لمسكين
لا يزرع في تربة قاحلة
خاضعة لجوع الحب
ولا يُضرب إلا في لحاف الخمر
امرأة التفاح
ذات الخلايا المُسكرة،
أجزائها فقط للجوء العاطفي
ومطارحة المسافة وقتل الطبيعة بي.
..
بحثتُ عن
امرأة البرتقال من جميع أحماضها
ومواسمها العاقدة تربة في جسدي
امرأة أكثر حذاقة عن غيرها
في كلِ شطرٍ في جسدها
يتآكل الجمال
ويتحول الربيع لشمس
برتقالية دائمة البقاء
في جسدي الحنطي.
..
بحثتُ عن
امرأة الرمان مع جميعُ الونها
وشبابها
وكهولتها
وبناء مدنها
يعمُ به الألوان
تأكل الحب من ثغرٍ منمق
تُرسله في طابع بريدي لصحراء عطشا
تُنبت به شقائق النعمان وتنعمُ.
..
فبعد كل هذا البحث الشاق
وجدتُ رئتي بلا حب
وجدت قلبي بلا امرأة
فأنا أحب كل النساء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق