أبحث عن موضوع

الجمعة، 22 يوليو 2016

الرائي والمرئي / شاعرية الإيجاز قراءة نقدية لنصوص الشاعر طالب حسن ................... بقلم : حميد الساعدي // العراق



حين سقطت القصيدة
من اْعالي الحروب
تحول قلب الشاعر
الى شظايا
متناثرة !!!
يمكن للمتابع للشاعر الاستاذ طالب حسن ، عبر دواوينه، وكتاباته على صفحته الشخصية التي هي رافد يومي لما يكتب، أن يتلمس أن طالب حسن أسلوب متفرد، وتجربة تنعش قارئها، بالقليل القليل من المفردات ، والكثير الكثير من المعنى دون إرهاق لروح النص وروح القراءة وهذا جانب ربما تعسر على الكثيرين ممن يكتب النص النثري وهو بهذا ينحو منحىً تقليلي من حيث الاقتصاد اللغوي والإيجاز وتكثيف المعنى ومهارة رسم الصورة.
قرأت لطالب حسن مجموعتين نثريتين هما ( خريف الأسئلة) و ( وطن في قبعة) ومجموعة قصصية بعنوان ( نوح الحمام) بالإضافة الى تتبع كتاباته بشكل يومي، ومحاولة الإمساك ببعض خيوط هذه التجربة، ولا أدَّعي أنني بذائقتي المتواضعة، أعطي رأيا ً نقدياً، أو الإحاطة بمجمل هذه التجربة، بل آنني أبقى في حدود التعامل مع انطباعي الشخصي لهذه النصوص، في اختيارها أو في الاستدلال على بعض الجوانب الإبداعية، التي أراها غائبة عند الكثيرين ممن يكتبون النص النثري.
طالب حسن يكتب نصوصه بهدوء ، ويطل علينا من خلال النصوص القصيرة التي تعكس مدى الحاجة للإفصاح والبوح عن إرهاصات جيل ٍ أُثقلَ بالوجع، عانى وما زال يعاني، يعبر عن نفسه وعن فداحة المعاناة، التي هي القاسم المشترك لأجيال ٍ استنزفتها الحروب والقمع السياسي ومصادرة الرأي وحق التعبير وحق الانتماء للفكر الحر، والتي تركت بصمات واضحة في مجمل النتاج الشعري الذي هو ثمرة هذه المعاناة.
ولا يمكن بأي حال ٍ من الإحوال إغفال عامل التجربة التراكمية في نصوص طالب حسن وميّله الى التكثيف المحبب والذي يعكس حرفية عالية في التعامل مع الحرف وتوجيهه الوجهة التي يريد ، فنحن نقرأ الكثير من النصوص يوميا ً ولكن البصمة الماهرة تترك انطباعها وأصالتها في نفس القارئ.
يتحرك طالب حسن على مديات ٍ مفتوحة في نصوصه ، ولا يمكن أن نحجمها في إطار معين فهو يكتب عن الوطن في محنه المتوالية، والحرب في سلبيتها المفرطة وانعكاساتها النفسية والاجتماعية ، والحبيبة وطيفها الغائب وجرح الغياب ، والشاعر في تجلياته وتحولاته المختلفة رائيا ً ومرئيا ً ، وهو إذ يبصر الأشياء من حوله في مكنوناتها، فإنه يتعامل معها بالبصيرة النافذة للوصول الى العوق والعطب الذي أصاب كل شيء.
وفي الوقت الذي تعددت فيه المفاهيم في وصف النص القصير من الومضة والتقليلية والهايكو وقصيدة اللحظة ، فآن نصوص طالب حسن تأخذ مسارها المتميز في إثارة القارئ وإدخاله في صميم عالمها الذي يصل الى دقة ٍ متناهية في البوح طاويا ً بين دفتيه كل هذه التسميات ، ومتمردا ً في الوقت نفسه على السائد منها، وهو يعطي إشارة واضحة أن النص الذي يكتبه الشاعر هو نص يحمل الصفاء لغة ً وصورة ً ومعنى وهذه النصوص التي اخترتها كنماذج من كتابات طالب حسن ربما كانت الأقرب في بلوغ المراد في إيجازها وسرعة وصولها بالفكرة، وهذه أحد ملامح الاستشراف والوعي في قصدية الكتابة وقابليتها على إنجاز الكثير من المعنى بالقليل من الكلمات.
تحية لشاعرنا طالب حسن وهو يواصل بث روحه المبدعة بين ثنايا السطور لكي نتلقاها عذبة ندية نأنس بفاعليتها وترجمة ً لما هي حياة ملأى بهذا الامتداد وهذا العطاء.
حين يموت الشاعر
تؤبنه الاْشجار
وتضج العصافير
بالمراثي !!!
-------------
على حافة الحرب
اْجلس الاّن
واْفكر ب -----
حياتي المطعونة
--------------
الرصاصة التي اْخطاْتني
في ّ اّخر حرب
عادت ثانية
تبحث عني
وتطرق بابي !!!
---------------
ايتها البلاد
اْنا نقطة صبر
سقطت من كيس دموعك !!!
------------------
حينما هزت الحرب اْردافها
صار الحلم
موتا شاسعا
في عيون الاْمهات !!!
----------------
لاْن الشجرة
تطوقها اْذرع اللصوص
كف الطائر
عن الغناء !!!
------------------
لان يدي مكبلة. ..
بحبال غيابك
كلما شهقت وردة
يتصدع في قلبي
جدار !!!
-------------------
لا اْريد للحظة وداعك
ان تطول
اْخاف ان يرسمني الغياب
دمعة على --
الحقائب !!!
------------------
مثل طائر
اْصابته لوثة
اْبحث عن وطن ضاع
في صحراء الطوائف !!!
--------------------
بهدوء مرعب اْمسك بقايا قلبي
اْيا وطنا يجلس على حد السكين
خذ مني الروح
خذ رجفتي الاْخيرة
قيامة للنخيل الحزين !!!
---------------------
لم يعد الصمت. ممكنا
صرخة واحدة حتى وان اْحاطوها
بكل مافي جعبتهم من اْكاذيب
تستطيع ان تكون طيور اْبابيل
تستطيع ان تكون --- عاصفة !!!
-----------------------
اْين اْضع قدمي
والاْرض تتفجر حجارتها
بالدموع ؟!
-------------------------
يخيل اليَ
ان الحروب امراْة
ساْمت المكوث
في فردوس الله !!!
باّلاف الشظايا !!!
-----------------------
كلما فكر
بالهروب من عاصفة حرب
تلقفته رصاصة
تطلق في الظلام !!!
-----------------------
 لا اريد لنافذتك ان تغلق
حين اْمر من تحتها
رائحة انوثتك
تجعلني اْحلق
بلا جناحين !!!
-----------------------
على تجاعيد الحقائب
ساْرش عطر
غيابك !!!
-----------------------
مكتوب
على وتر الريح
ان يكون وطني
منفاي !!!
-----------------------
حين مرت
كغيمة راحلة
اْجهش البنفسج
بالغياب !!
-------------------------------
2016/7/19

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق