أبحث عن موضوع

السبت، 11 يونيو 2016

ابتسامة كاذبة .................... بقلم : سلام هسكاني // العراق


في كل أمسية
وانا ألقي قصيدة
تبكي المنصة حنينا

وامرأة تحدق بي كثيراً
وبين كل حين وحين تبتسم
وتستمع للقصيدة

تقول
أهو يقصدني
أخرى في داخلها تقول
كلا، إنه يقصد أخرى
فتلتفت إلى البعيد
ترى مجهول على المنصة
لا تعرفه
تراه لا يرى شيئاً سوى وطن أصبح رمادا

بعد انتهاء الأمسية الشعرية
تعود لغرفتها
تراها عتمة.. عديمة النور والشكل
فارغة من كل شيء
لا ترى فيها
سوى صورة لشاعر

تقول أهو لي
الأخرى تقول
هو لا يراك حين تحدق به
لا يحس بعشقك له
لا يشعر حين تمسك أيديه

أما أنا الضائع التائه
ماذا اهديك لا اعرف
أوجاعي.. دموعي.. جنوني
أم مقابر تجتمع فيه عظام أهلي
أخبريني بحق الله ماذا اهديك
لأهديك

يقول أخري
إنها تريد أن تكتب حبا لها
تحس بها
تبتسم صدقاً لها
حين تصافحها تشعر بلمسة يدها

أما انا الذي صوب نحوه
أربعة وسبعون رصاصة ولم يمت
ماذا اكتب عنك
ووطني دخلها غرباء
يقتلون.. يحرقون.. يغتصبون

وفي مدينتي مقابر جماعية
البيوت أصبحت رمادا
الأطفال أصبحوا يتامى
عذراً سيدتي لا اجيد الكتابة
سوى عن الشهداء والأطفال اليتامى

لا اجيد الكتابة عنك
لا اجيد الكتابة عن شيء
سوى عن وطن له بردا وسلاما

أتقولين أنت لا تحس بي
كيف أحس بك
واهلي في سجون الخلافة
كيف أحس بك كيف
ورأيت عظام صديقي في آخر مقبرة

أتريدين أن ابتسم لك صدقاً
ألم تسمعي كيف قطعوا رأس ابي
ألا تعرفين انني لا املك اليوم
سوى قميص ابي الغارق في دمه وعظامه
ألا يكفيك انني لا زلت اجيد رسم الابتسامة
حتى وإن كان كذباً
أخبريني كيف ابتسم صدقاً كيف؟






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق