أبحث عن موضوع

الأربعاء، 8 يونيو 2016

.قراءات في دفتر الجنون ....50 (التوبة من العويل) ................... بقلم : عباس باني المالكي // العراق




حملت كل الغيم القادم من سمائك في حقائب روحي ..
لم يمطر في إلا وجع البرد في ليالي الخيبة النهائية من محطات قطار الليل الصارخ بالتوبة من العويل قبل أن يسامر مدن النوم الزاحفة إلى ثقب الترقب في وجع الأشجار ...
أفتح أزار قميص الموج لأتنفس الهواء الخارج من رئة النوارس .
فلم يعد هناك معنى لانسكابي فيك ...
الأمل في فم الغيم المظلل لموانئ الانتظار ..
تخلى عن آلهة الحنين ومعابدها في الروح ..
قبل إحراق الشموع نفسها انتظارا إلى مجد النجوم في الدروب المؤدية إلى السؤال عن جدوى المرور على الضوء في أخر هبوطه في شرفة انتظار الأبد ...
هذا الفراغ أتقن فن التحايل على أرجوحة الرماد الغارق في الأماكن التي أومأنا بها إلى الرحيل
قد سحب ضجيجك عمر السكينة من أروقة روحي...
ذاكرتي أخترقها الفراغ يوم تسلل جسدك إلى نافذة القمر القادم من وجع الطين ...
بعد هول كل هذا الحنين ..
تأتين بعزلة الروح وتقولي رجعت إلى الخطوة الأولي برسم أسرة الموت البطيء ...
لا أقدام تسامرني بنزوح أصابعي إلى أكف الشجر ولا جسد يطاوعني في رحلة الألف ميل
فقلبي تركته خلفي هناك حيث ذاكرتي تجمع حطب الموج لدفء خيام الثلج ..
هناك على حافة صخر الموحش والموحي بقدوم المساء من خلف قامة بردي الأحزان ...
حين كان يطعمنا المشهد البحري أصداف المحار ..
أشم رائحة اللؤلؤ في كفك وأنت توعدين العشب بالقدوم في عام انتحار أسماء المقاهي في أقاليم اللوح الشفاف بالعطش إلى أصابع دخان التبغ الموجع إلى حنجرة المكان ...
كيف كل هذا وأنا لم أعطيك سوى عمر إلى التحليق في غابات الثلج ..
لحظة كانت آلة التصوير تدور حولنا كالنوارس حين تدور على موانئ الميعاد للرحلة المؤجلة إلى البعيد
بدأ الزمن ينسج شرايينه على ملامحي كالعنكبوت الذي شاخ مبكرا ...
سأغيب على الشواطئ لأرسم دوائر الرمل ...
أرمي قدري المتهم بطيبة الماء ، بأخر وصايا الصحراء ...
وأرمي صوري على الجدار المتحرك باتجاه الصمت المغلف بالنسيان ....
لعلي أجد بعض العزاء .....
بعض العزاء من خطوتك باتجاه السابق في الامتلاك
وأبقى أنا أعد أصابع الرمل المنشورة بالغياب ..
وأغيب كقطرة لا تنتمي إلى كل مياه الأرض ....وأغيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق