أبحث عن موضوع

الخميس، 2 يونيو 2016

قراءة نقدية لنص ( إشراقةُ حرفٍ )للشاعرة العراقية سها الطائي .... بقلم : عماد ألدعمي


إشراقةُ حرفٍ
وحيدةٌ تغنّي لي عصافيرُ حروفي
أصوغُ جدائلَ الكلماتِ ببراعةٍ مخيفةٍ
تختلطُ لديَّ الأبياتُ
فأصفِّفُها كما أصفِّف شَعري
هناكَ شيءٌ مشابهٌ بينهُما
شَعْرِي طويلٌ أسودٌ
وشِعْرِي غزيرٌ ذهبيٌّ
رغمَ اختلافِ لونهما إلا إنهُ
فيهما صبغةٌ واحدةٌ
وبصيلاتٌ مغروزةٌ في جلدي
قصائدَ عشقٍ ورديةٍ
أرنو إلى زمنٍ بعيدٍ
أرتقي لقصائدٍ درويشيةٍ
رائعةِ الصياغةِ
بروحٍ عراقيةٍ
ونبضٍ نزاريٌّ
يفوحُ من رائحةِ القوافي
عطرٌ دمشقيٌّ
يطوفُ أرجاءَ بغدادَ بليلٍ هادئٍ
لا يحملُ إلا صخبَ الحروفِ الثائرةِ
قصائدي خضراءُ منْ وحي تونسٍ
بقلبٍ يغشاهُ الصفاءُ
معلّقةٌ حروفي على أغصانِ زيتونةٍ فلسطينيةٍ
بعبقٍ شامي . .
مرتديةٌ شالاً لامرأةٍ تبحثُ عنْ حريةٍ
أضاعتها بأراضي العربِ
هناكَ بينَ حقولِ النفطِ
لفظتْ أنفاسَها الأخيرةَ
حاولتْ أن تستعيدهُ بتكرارها
دونَ جدوى . .
وليدةٌ هي كدودةِ القزِّ تخرجُ للحياةِ
ماضيةٌ من شرنقتِها تريدُ العيشَ بعيداً
عنْ القضبانِ . .
وليدةٌ هي كدودةِ القزِّ تخرجُ للحياةِ
ماضيةٌ من شرنقتِها تريدُ العيشَ بعيداً
عنْ القضبانِ . .
صمَّتْ أذنيها عن وقعِ الطلقاتِ
واختبأتْ بينَ أوراقِ الأشجارِ
كلَّما غرَّدَ بلبلٌ كلمةً
نصحَها بالعودةِ
لكنْ إلى أينَ ؟؟
ليسَ بعدَ الخروجِ عودةٌ
رفرفي بجناحيكِ أيتها الفراشةُ
طيري بعيداً
فجناحكِ الشفافِ أغنيةُ الزهرِ وقتَ المطرِ
ولونكِ ينبعثُ منهُ قوسُ قزحِ مجدِنا
رفرفي لا تهدئي
طيري في سماءِ الحريةِ
ودَعْكِ من سجنِ الأبدانِ في بلادِ العربِ
تحرري فكراً ولوناً
دونَ عرقيةٍ

اشراقة حرف هو العنوان وهو دلالة على الأمل والثورة النفسية العارمة .........
وحيدةٌ تغنّي لي عصافيرُ حروفي
أصوغُ جدائلَ الكلماتِ ببراعةٍ مخيفةٍ
تختلطُ لديَّ الأبياتُ
فأصفِّفُها كما أصفِّف شَعري
هناكَ شيءٌ مشابهٌ بينهُما
شَعْرِي طويلٌ أسودٌ
وشِعْرِي غزيرٌ ذهبيٌّ
رغمَ اختلافِ لونهما إلا إنهُ
فيهما صبغةٌ واحدةٌ
وبصيلاتٌ مغروزةٌ في جلدي
قصائدَ عشقٍ ورديةٍ
بداية عبرت عنها بشفافية وزينتها في التقديم اللغوي الأسم قبل الفعل وهو الأقوى ثم صورة رائعة حينما شبهت ولادة الحروف بزقزقة العصافير لكي تصوغ أعذب الكلمات ..... ولكنها بخوف ...........
ترابط لغوي كبير تولد من خلال النص ... جدائل .... التي دلت على التشابك ... ثم اختلاط الكلمات .... ثم التشبيه.. كما اصفف شعري ... ثم بيان لون الشعر الأسود والذهبي وهو إيحاء لزمن فيه سواد دل على عتمة الكلمة ومرارتها أحيانا ونصوع الكلمة في حين آخر وهو دلالة على اضطراب الذات الشعرية حين كتابة النص ربما سنجد سببه فيما يأتي من النص ..... والمحصلة في نهاية المقطع كانت رائعة حينما كان النتاج قصائد عشق وردية وهو انتصار للذات الشاعرة
هنا لاحظنا حضور الحس الشعري بقوة وقد تجلى ذلك من خلال عدة صور بإيقاع وتشكيل مشحون بالعاطفة ...
أرنو إلى زمنٍ بعيدٍ
أرتقي لقصائدٍ درويشيةٍ
رائعةِ الصياغةِ
بروحٍ عراقيةٍ
ونبضٍ نزاريٍّ
يفوحُ من رائحةِ القوافي
عطرٌ دمشقيٌّ
يطوفُ أرجاءَ بغدادَ بليلٍ هادئٍ
لا يحملُ إلا صخبَ الحروفِ الثائرةِ
قصائدي خضراءُ منْ وحي تونسٍ
بقلبٍ يغشاهُ الصفاءُ
معلّقةٌ حروفي على أغصانِ زيتونةٍ فلسطينيةٍ
بعبقٍ شامي . .
مرتديةٌ شالاً لامرأةٍ تبحثُ عنْ حريةٍ
أضاعتها بأراضي العربِ
هناكَ بينَ حقولِ النفطِ
لفظتْ أنفاسَها الأخيرةَ
حاولتْ أن تستعيدهُ بتكرارها
دونَ جدوى . .
الأفعال... أرنو وأرتقي ... وظفتها بصورة رائعة من خلالها جعلت للزمن حكاية ووقع خاص حينما زجت بدرويش شاعر فلسطين ثم النكهة العراقية ونبض نزار المصحوب بالرائحة الدمشقية التي تصل لسماء بغداد بذاك الليل الهادئ ذات الحروف الصاخبة ومن ثم تمتد رحلة الخيال الساحرة لتونس الخضراء بقلب نقي ثم فلسطين وذاك الزيتون بعطر شامي ثم صورة لامرأة ترتدي شالا ....... تبحث عن الحرية وهي تورية بلاغية رائعة ........... ثم صعود نصي رائع لتجسيد ما تريد الوصول إليه وهي ضياع الحرية في أرض العرب التي مزجتها بحقول البترول والتي من خلالها أرادت الإعلان عن تواجد الثراء العربي المالي والذي من خلاله تريد إيصال رسالة عكسية لافتقار العرب الكثير من المعاني ... ثم إشارة بلاغية وصلت إليها بحرفيةٍ عاليةٍ من خلال مفردة هناك لتصل إلى مرادها البياني من القصيد وهو بلا جدوى .......
وليدةٌ هي كدودةِ القزِّ تخرجُ للحياةِ
ماضيةٌ من شرنقتِها تريدُ العيشَ بعيداً
عنْ القضبانِ . .
صورة رائعة وللغاية صرخت من خلالها صرخة مشحونة بالألم والوجع عبرت عنها عن فقدان الحرية ورسمتها لوحة رائعة وهو ترابط سردي جميل لما قبلها

صمَّتْ أذنيها عن وقعِ الطلقاتِ
واختبأتْ بينَ أوراقِ الأشجارِ
كلَّما غرَّدَ بلبلٌ كلمةً
نصحَها بالعودةِ
لكنْ إلى أينَ ؟؟
ليسَ بعدَ الخروجِ عودةٌ
رفرفي بجناحيكِ أيتها الفراشةُ
طيري بعيداً
فجناحكِ الشفافِ أغنيةُ الزهرِ وقتَ المطرِ
ولونكِ مشتقُ منهُ قوسُ قزحٍ
رفرفي لا تهدئي
طيري في سماءِ الحريةِ
ودَعْكِ من سجنِ الأبدانِ في بلادِ العربِ
تحرري فكراً ولوناً
دونَ عرقيةٍ
صورة شتى زينتها بالجمال الطبيعي لتلك الفراشة المحلقة التي أرادت من خلالها تجسيد الغرض وهو المرأة والحرية المفقودة ..
فجناحكِ الشفافِ أغنيةُ الزهرِ وقتَ المطرِ
ولونكِ مشتقُ منهُ قوسُ قزحٍ ...........
صورة خلابة رسمتها بريشة فنان بالغ الإحساس والانفعال الوجداني المرهف الحس حيث مزيج الألوان وتداخلها وقت المطر وظهور قوس قزح ........ خيال شعري واسع المساحات يبعث التأمل وثورة عاطفية عارمة وتحليق روحي بعيد للذات الشاعرية المضطربة دوما في فضاء بعيد ينتابه الكثير من القلق الذي يصب لمصلحة الشاعرة رغم القلق الموجود في ذاتها والذي يدل على الحرص المفرط والذي قد يحدث انعكاساً سلبياً في بعض الأحيان على نفسية الشاعرة وليس على النص ...
رفرفي لا تهدئي
طيري في سماءِ الحريةِ
ودَعْكِ من سجنِ الأبدانِ في بلادِ العربِ
تحرري فكراً ولوناً
دونَ عرقيةٍ ........
تمعن ملياً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق