أبحث عن موضوع

السبت، 15 يناير 2022

عابر سبيل (دعوة وجع مفتوحة ) ............بقلم : رعد الإمارة //العراق



١ (مراسم)
سأظلُّ وفية لكَ مدى الدهر، هذا ماهمَستْ به وأنا صدقتها، حتى أني صفعتُ الجدار انبهاراً بما همَستْ ، لم تكتمل مراسم سعادتي، لا أعرف حقاً، لستُ محظوظاً مع النساء، ربما بسبب طيبتي، أو ربما لأني مثل أمي أصدق كل شيء ببساطة عجيبة ،
حتى أنّ عينيّ تفيضان بدمع عجيب وأنا أصدق!.
٢ (سأم )
قالت لي :
_أنا لم أعد أحبك. كنا نجلس الى مائدة العشاء، أتذكر أن الملعقة التصقتْ في سقف حلقي، لم أعد أشعر بلسعة الحساء الحار، واقسم أن شيئاً ما نحبَ حينها في أعماقي، رمشتُ كثيراً، كنت أحاول عبثاً إخفاء ارتباكي، نهضت بهدوء، درتُ حول المائدة، كانت زوجتي جامدة بملامح ممتقعة، وقفتُ خلفها، انحنيتُ مثل أمراء القرون الوسطى ولثمت جبينها، أخفتْ وجهها بين يديها وبكت، أما أنا فتقيأتْ!.
٣ (تمضي الحياة)
كانت تجلس في المقدمة، يخفي جسدها معطفٌ طويل، أذكر أني في هذا المساء، غنيتُ أفضل ماعندي، حين أنهيت فقرتي صفّقَ الجميع، إلا هي، صفّقتْ بعينيها، كانت من دون ذراعين!.
٤ (صدمة)
كان نحيلاً مثل عمود الإنارة، يقف وقد شبك ذراعيه منذ الصباح الباكر، قلت :
_الن نذهب؟ لقد تأخرنا، لدينا عمل. هزَّ رأسه، دون أن يحرك يديه، قال :
_ليس قبل أن أراها. قلت وأنا أحدّق فيه بعينين متسعتين :
_لكنها ميتة. رد بسرعة :
_وماذا عن ظلها!.
٥ (هدوء)
عانت أمي كثيراً بسبب شقيقتي الصغرى ، كانت بكاءة من الدرجة الأولى، عادة ماتبدأ مواويلها السخيفة ليلاً، أحياناً كنت أسمع أمي وهي تبكي معها، لكن أبي كان شاطراً، وجدته صباحاً نائماً على الاريكة في غرفتي، كان البكاء هذا المساء على أشدّه، حتى أن أبي ركل جدار الغرفة أكثر من مرة، فجأة ساد هدوء عجيب، أبي بعد مضي عدة دقائق طويلة احتضنني وأخذنا ندور في الغرفة، أرسلني لأرى سبب الهدوء العجيب، وجدت أمي جالسة، ساكنة، فقط رأسها يهتز مثل بندول الساعة، قلت لها:
_ماذا حدث؟ . لم تنظر لي، قالت :
_لا شيء، ألقيت بها من النافذة. ثم عادت تهزُّ رأسها بصورة آلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق