أبحث عن موضوع

السبت، 19 مارس 2022

أيَّتها الأرض ............. بقلم : حكمت نايف خولي - سورية





أيَّتها الأرضُ الجاحدةُ المقهورةُ
ألستِ أنت زهرةَ الكونِ اللآمتناهي ؟
ألستِ دمعةَ الألوهةِ الحنونةِ التي ذرفتْها
عينُ الإلهِ فسوَّتها وزيَّنتها
بأجملِ ما يحلمُ به الخيال ؟
ألستِ أنشودةَ الوجودِ التي عزفتها
أنامِلُهُ على أوتارِ الأزلية ؟
صاغَكِ عروسةً عذراءَ طاهرةً
وألبسكِ أبهى الحِللِ
وزفَّكِ لسيدِ الخلائق ِ،
عروسةً عذراءَ طاهرةً ،
لأنبلِ وأجملِ عريس
ماذا أصابكِ أيتها العروسُ
فانقلبَ جمالُكِ قبحاً
وطهارتُكِ دناسةً
ووفاؤكِ خيانةً وعهراً ؟؟؟
وأنتَ أيها العريسُ ماذا دهاكَ ؟
يا خليفةَ الله وسيدَ خلائقِهِ ماذا حلَّ بك ؟
أين أمسى نبلُكَ وشهامتُكَ وغيرتُكَ
على عروسِك الطاهرة ؟
كيف ارتضيتَ أن تدنِّسَ وتُذبِلَ زهرةَ الكونِ
وهي في أحضانِكَ وعهدتِكَ ؟
هل انفصمَ بينكما عقدُ الزواجِ المقدس
فانقلبَ الحبُّ كرهاً والمودةُ انتقاماً ؟
عروسٌ تكيدُ لعريسِها على خيانتِهِ وغدرِهِ
وبخبثٍ وضغينةٍ تُسمِّمُ حياتَهُ وتُفسِدُ أجواءَهُ
تحلمُ بالحريَّةِ والخلاصِ من زوجِها الخائنِ الداعرِ ،
لعلَّها تعودُ عذراءَ طاهرةً مثلما كانت قبل زفافِها
وعريسٌ أصابَ قلبَه المللُ والفتورُ والغثيانُ والنفورُ
من عروسِه الجميلةِ الفاتنة
أغوتهُ جنيَّةٌ حمراء في لهاثِها رائحةُ الدماء
وفي أوصالِها تعربدُ مراقصُ الفناء
أغوتهُ وأغرتهُ فنسيَ عروسَهُ الزكية النقية ؛
وبألاعيبها الجهنمية دفعتهما للفراقِ والطلاق
أليس هذا حلمُ إبليس منذ أن كان ؟؟
أليس هذا هو حقدُه على الإنسان
عبر الأساطيرِ والأزمان ؟؟؟
أن يدمِّرَ عروسةَ الأكوان
ويسحقَ جوهرةَ التيجان ؟
لعلهُ يروي غليلَ حقده من الإنسان
والإنسانُ لا يعي
ويذبحُ الطهارةَ البريئة والإنسانُ لا يعي
ويخنقُ السناءَ والضياءَ عابثاً ولا يعي
بمعولِ التشيؤنِ الحقودِ
يقتلعُ جذورَ روحِه من عالمِ اللآحدودِ
ويقفُ عارياً منعزلاً يرتجفُ
وسطَ الصقيعِ والجليدِ
وفي قلبِ القِمامةِ ونكأ الصديد ِ،
الكائنُ المشوَّهُ المبتورُ ، هذا الإلهُ المِسخُ ،
يرتجفُ محطَّماً، يائساً ومقهوراً
على ضِفافِ عوالمِ الأنوارِ
خليفةُ الإله المدللِ ، سيِّدُ الخلائق ِ وصورةُ الخالق ِ
باعَ ذاتَهُ للظلامِ لِقاءَ حفنةٍ من الرَّغامِ ، ومن رِغابٍ
تذبُلُ ، تزولُ مثلَ قبضةٍ من الهشيمِ
فمن آلامِ وآهاتِ وأنينِ كلِّ الأبرياءِ الطاهرينَ
الأصفياءِ الأنقياءِ تتصاعدُ
غيمةٌ من رجاءٍ وصلاتٍ
ودعاءٍ إليكَ يا أبا الأنوارِ
أن اعتقْ أرواحَنا وحلِّ قيودنا
أو كما تشاء : أعد قرانَ هذين الفاجرين ، قِراناً ممجَّداً
مقدَّساً واغسلْهما بأنوارِكَ المطهِّرة
وباركهما بيمينكَ المغيِّرة المحرِّرة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق