أبحث عن موضوع

السبت، 19 مارس 2022

رسائل أم غسّان............ بقلم : سليمان الهواري - المغرب




الرسالة الرابعة // أيتها اليتيمة مثلي _4_ :
سلام أيتها اليتيمة مثلي ..
ذاك الضلع الذي كان يقيم خيمتنا سقط
وما عاد للمدينة أسوار تحميها من الرياح الغريبة ..
جدران بيتنا تنزف أنينا وهذا الدم يغري ذئاب البرية
بنصب المشانق لصبايا الزامور الأخير ..
الليلة
أبوك غادر إلى الضفة الأخرى
ولا صوت هنا
كي يتم حكايات "الغولة" و "حديدان الحرامي"
حتى ينام آخر طفل في بيتنا ..
لا "خراريف" تملأ غرفتنا بعد اليوم
وهذا الثقب في سقف الوقت
لن يصلحه عطار بلدتنا العجوز ..
إنها أعطاب الزمن
وعويل الريح يكفكف دموع الأرواح المغادرة ..
سلام أيتها اليتيمة مثلي ..
الليلة
أبوك وضع صلبان قرن و نيف من أسرار الطريق عن كتفه
وطار بلا جناحين في عيون الرب
كما ريشة في مفاتيح الجنان ..
سلّمنا أمانة الوطن
وراح يرقبنا من فوق سبع سماوات ،
فأي ضفاف يا أم غسان تحضن أمواج أرض جريحة ..
ولا صبح في بشارات الأيام القادمة ..
الليلة قسم ظهري يا رفيقة وجعي ..
فهاتي مفتاح البيت العتيق وازرعيه تحت ضلعي ..
لعل المفتاح يينع حقول خزامى
تعيد الحياة لحدود الجسد المغدور ..
يا صاحبتي ،
هو الألم السرمدي ..
الحزن سماد البقاء ..
فضمي حزنك لحزني
وتعاليْ نعزف نشيد الولاء ..
سلام أيتها اليتيمة مثلي ..


**  يسوع الفلسطيني **




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق