أبحث عن موضوع

السبت، 19 مارس 2022

تـــسلل نـــور شـــمعة.................. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق



تحت شباك الغرفة يتسلل منها،
نور مصباحي الزيتي الاصفر
أجرّ نفسي حتى الوسادة،
أتكئ بظهري
يزحف الظل ببطء على الارضية
التفت أنظر خلفي،
أرى جسدا يبتعد ببطء،
بخطوات متزنة
ترسم ذراعاه المعوقتان
هلالين حول خصره
اختفى الجسد في الظلمة
أضحك على نفسي،
على عجزي
ها أنا وحدي
فريسة آلاف الاسئلة
التي تشرد بين جدران الليل،
ألغريب الاربعة
أركض، أنزلق في الليل
أخفّ من قشة
الليل أعتم من حجاب عينيك..
استمرت الشمعة في الذوبان
بشكل أكثر التباسا مني
استهلك الليل الشمعة،
في عتمة الغرفة
قاد كربي في عتمتها
يدي الفزعة الملتبسة،
باتجاه النافذة
لِترفع عنها الستارة
أنظر لِساحة القرية
فارغة،
غارقة في العتمة والصمت
عليّ الرحيل من هنا
ليس لديّ ادنى فكرة من سوء ما اصابني
في هذه اللحظة بالذات
واقفة في باحة الدار
متربصة خلف الباب المشقوق
آمله أن تسمع وقع اقدامي،
لكنها لا تسمع
تطل،
ألف خوف يعتريها
تبحث عيناها عني في عتمة الليل
لا تجدني،
تشبك يداها
أغمضت عينيها
عضّت شفتيها المزرقتين
أرحل،
أنهض،
أتقدم ملتمسا طريقي نحو باب الغرفة
المرأة لم تكن وراء الباب
يوقظ صوتها جسدي المهمل فجأة
قرأت في داخلي حوارنا الصامت
شعرت بأن نار الخجل صعدت لعندي
أتقدم نحوها تتناثر الكلمات في راسي
اعترتني رعشة في عمق كينونتي
تحرق نظراتها بقدميها
أخفي وجهي في قعر راحتيّ
يداها باردتان مرتجفتان
أسمع تنهداتها
تلمس يدها القلقة الجرح على صدغي
نظرتها تهرب من نظري
هززت يدها كي أمسك بنظرتها
هزت ضحكة مريرة جسدها
تفاد نظرتها المليئة بالرعب الغرفة
تمتمت شيئا تبكي بصمت
**********

العراق/بغداد
12/3/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق