أبحث عن موضوع

الجمعة، 12 نوفمبر 2021

كيف تنبّأ ابن خلدون / مقالة ............... بقلم : عادل نايف البعيني - سورية.




كيف تنبّأ ابن خلدون عالم علم الاجتماع والتاريخ على :
انهيار الدول
انطلاقاً من مقولة ابن خلدون الخالدة:
"الظلم مُؤذن بخراب العمران"
حيث فسّر ابن خلدون في مقدمته الشهيرة كيف تصل الدول إلى الظلم الطّاغي، وآثار هذا الظلم، ومآلاته على المجتمع والناس والعمران.
فابن خلدون يرى أنّ قيام الحياة الاجتماعية لا يكون إلاّ بالدولة، ويقول: "الدولة والملك والعمران (أي الاجتماع) بمثابة الصورة للمادة، وهو الشكل الحافظ بنوعه لوجودها، وقد تقرر في علوم الحكمة أنه لا يمكن انفكاك أحدهما عن الآخر، فالدولة دون العمران (الاجتماع/المجتمع) لا تُتصور، والعُمران دون الدولة والملك متعذّر؛ لما في طباع البشر من العدوان الداعي إلى الوازع"؛
فمهمة الدولة حماية المجتمع وأفراده.
ويرى ابن خلدون أن الدول تتطور من ناحيتين هما: الأحوال العامة السياسية والاقتصاد والعمران والأخلاق. التي تحدث زمن العظمة والقوة والاتساع.
وتمرّ الدولة في تطوّرها بخمسة أطوار هي: الظفر، والانفراد بالمجد، ثم الفراغ والدّعة، ثم طور القنوع والمسالمة، ثم الإسراف والتبذير. وتلك الأخيرةبداية انهيار الدولة.
وهذه الأطوار الخمسة تمر بثلاثة مراحل أو أجيال.
١- الجيل الأول جيل البناء الحضارة.
٢- الجيل الثاني مقلّد للجيل الأول دون زيادة .
٣- أما الجيل الأخير فيمكن تسميته بالجيل الهادم، ". حيث يميل للدعة والاسراف والتبذير.
فالدولة لها أعمار طبيعية كما للأشخاص"، على حد تعبيره.
فبعد البناء والعمران في زمن الجيل الأول، تتحول الدولة إلى الاستقرار والهدوء على يد الجيل الثاني، وتبدأ المنشآت الحضارية والعمرانية بالبزوغ، لكن في هذه المرحلة تنزلق الدولة إلى الاستبداد وحكم الفرد.
لتبدأ مرحلة السقوط والانحدار، ويعزو ابن خلدون الضعف والسقوط إلى عدة عوامل أهمها
- الترف والانغماس في الملذات أول علامات. حيث ينتقل الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية التي تقلّدتها الأسرة الحاكمة منذ زمن التأسيس إلى شعور آخر، هو اعتبار نفسها "النخبة" التي تدوس الجميع من أجل مصالحها الخاصة وترفها الزائد ورفاهيتها وحدها دون غيرها.
ويضيف مؤسس علم الاجتماع "بل إنهم مع هذا يحاولون إظهار القوة من خلال احتكار السلاح والجيش، وذلك لقمع الناس إذا أرادوا الثورة ومواجهة استئثار هذه النخبة.
ولا تجد هذه النخبة المترفة، المثقلة بالمال والدعة والقوة المسلحة، أمام الجماهير المطالبة بحقوقها إذا خرجوا ناقمين على هذا الظلم والاستئثار، إلا طلب الدعم من القوى الخارجية التي بدورها تجد في مثل هذه الأنظمة مصلحة سياسية في استمرارها وبقائها
فيحتاج صاحب الدولة حينئذ إلى الاستظهار بسواهم من أهل النجدة، ويستكثر من الموالي حوله وفي جيشه. ويصطنع من يُغني عن أهل الدولة بعض الغناء، حتى يتأذن الله بانقراضها، فتذهب الدولة بما حَمَلتْ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق