أبحث عن موضوع

الأربعاء، 13 يناير 2021

تــــــــغير الالـــــــوان ............. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق

فتح عينيه حاول ان يسأل

كلمات ثقيلة تعثرت في فمه

اغمض عينيه عادت الاشباح تسأله

هوية مكان ولادته اي طائفة تنتمي

صرخ من الم تلمس جنبه الايمن بيد مرتعشة

شعر بدفيء لزج يملئ كفه

عادت اشباح تلاحقه عبر الازقة الدهاليز مفارق الطرق

وجوه مختلفة أسلحة مختلفة

غطى وجهه بكف لزج

امتزجت دموعه بدم خاصرته

تحت القلب استقرت رصاصة

تحولت الى عين دم ينزف

غير عابئ بصرخة استغاثة

امام مسدس مصوب نحوه

ـالذين منحونا الحياة بالرغم عنهم يأخذونها بالرغم عنا ـ

جرح يستنزف طفولته

يلتهم احلامه بأنياب حادة

يستوقف زمنا على حواجز اشباح متاريس زحمة السير

ماثلة بين هروب من رصاصة واستنشاق الهواء

مسح دموعه حدق ببركة الدم بجانبه

هطلت بداخله امطار مسمومة

ارتطم بقوة بطوفان محموم

اخذ يصرخ

ـ يقتلون احلامنا ـ يعربدون فوق جثثنا ـ

اغمض عينيه

ألسنةِ نيران خلف جفن

تجفف الدمع المنفلت من مواضع الجرح

الظمأ يشقق شفتيه

لا يقوى عل طلب الماء

تحسس موضع الجرح يتقيأ دما

يهمس مع نفسه ـ الخوف على الحاضر ـ

يمنعنا من ولوج ابواب الاتي

الاصرار على مواقعنا ومكانتنا

يحطم لحظاتنا الانسانية ذروة توهجها

يحولنا دون ان ندري وحوش

ضارية تصارع وحوش اكثر ضراوة

نعد الدقائق لموت نستوقف الزمن

بتلذذ وكبرياء

اعيش كي اموت مرة اخرى بنفس الطريقة وللسبب ذاته

الخطأ لا يعلم الحاقدين

الجريمة قد تجعل الضعفاء اكثر ايغالا في الجريمة

الانفعال في زمن لا يفرق بين الخطأ والخطيئة

يتحول لجنون ابدي

تحول الالم انينا ضغط على فم الجرح

تخدر ألمه من شدة الالم

حمله طائر كبير على جناحيه الى فضاء شاسع

الغيوم صحراء شاسعة الارض سوداء تلتهمها النيران

سقطت ريشة ملونة من جناح الطائر الكبير

أبطأ من طيرانه مثل قارب في بحيرة راكدة

خائف متعب هائم

جاءوه من الخلف عنوة

انتزعوا ما يفخر به أدمن عليه

نظر الى الارض اصغر مما نتصورها

اصغر من هذا الطائر

أفلت من جناح الطائر الكبير

سقط على سطح غيمة مارقة بالصدفة

اعتصر الالم امعائه

ضغط على الرصاصة المستقرة في الجرح

احس نفسه تدور بلا توقف

تدحرج في الاودية بلا قرار

فتح عينيه

غشاوة ثقيلة حولت كل شيء الى اشباح سوداء

رغم ان لها لون

الالوان تتغير وفق القوانين السائدة

انخفاض قيمة الانسان الاستهلاكية

لا تساوي ثمن طلقة


العراق/بغداد

4/1/2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق