أبحث عن موضوع

السبت، 16 يناير 2021

سفينةُ الروح ............... بقلم : حكمت نايف خولي _ سورية





في مراسي الوجودِ رستْ سفينةُ الروح

بعد دهورٍ من الإبحارِ في مياهِ الكون

حملتْ معها من حدائقِ المرافىء

أصنافاً من الزهورِ والزنابق

تكبَّدت الكثيرَ من لسعات الأفاعي والعقارب

تحملت قرصات ووخز الأشواكِ المتوحشة

عانت من الهمومِ والكدرِ الكثير

تلظَّتْ دهوراً في نار السعير

تجرَّعت كؤوسَ البؤسِ واليأسِ المرير

تلوَّتْ بين أنيابِ الضِّباعِ والذئاب

تلقَّتْ في صدرها أسنةَ السهامِ والحراب

اكتوتْ بنيران الأحقادِ والضغائن

تقلبت على جمرِ الغيرة والحسدِ

تصدَّتْ ببسالةٍ وشجاعةٍ للأعاصيرِ والأنواء

مسكينةٌ أنتِ أيتها الروح

شقيٌّ أنتَ أيها الإنسان

تتيهُ في متاهاتِ الضياع يلفُّكَ شبحُ العدم

تطحنكَ أضراسُ الفناء

أخيراً تحترقُ تترمدُ تذوبُ تتلاشى

لكنَّها الروحُ تنتفضُ تنبعثُ من الرماد

تنشطُ متجددةً دائما ساخرةً من الأدهار

هازئةً من طوفانِ العصور

متطهرةً ومغتسلةً من أوساخِ وأوحالِ

الحيوات المتراكمة ومن ترسبات الذكريات

فتتنقى وتصفو تسمو صاعدةً إلى النور الأعلى

هناك الحرية المطلقة والحب المطلق

والسعادة الدائمة والاستحمام

في مياهِ بحيرات النور الأبدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق