أبحث عن موضوع

الأحد، 5 أبريل 2020

الْـبُـعْـدُ يُـقَـرِّبُـنا...!................ بقلم : محمــد عبــد المعــز _ مصر





كثرت شعاراتُ مرحلةِ كورونا، وكلها تكمنُ في البُعد، العمل عن بُعد، الدراسة عن بُعد، التعامُل عن بُعد، حتى السلام والكلام، الأهم أن يكونَ كُلُّ ذلك عن بُعد، أو من بُعد، ولله الأمرُ من قبل ومن بعد.

ولأن الْبُعْدَ يقرِّبنا، علينا فهم عِلته، وتأمُّل حِكمته، وتدبُّر أثره، فينا، وفي مَنْ وما حولنا، لأنه واقٍ للجميع، ويُجنِّبنا شراً حاقَ بالبشرية، وحصدَ من الأرواح ما حصد، وأصابَ من أصاب، ولاتزالُ المعركةُ مُستمرة...!

فهل الْـبُـعْـدُ يُـقرِّبنا؟!

نعم، يُقرِّبنا من النجاة، ومن النجاح، في محاربةِ هذا الوباء، الذي عَـمَّ وطـم، ولم يستثنِ أحدا، ويُساعدنا في الخلاصِ منه، أو على الأقل تجنُّب انتشاره، والحد من تفشيه الذي يزداد، بدرجة مُريبة ومُريعة...!

والأهم، أن الْـبُـعْـدَ يُقرِّبنا من الله، لأننا في أضعفِ حالاتنا، وفَقَدْنا كُـلَّ الأسباب، وعلينا اللجوء إلى الْمُسبِّب، الذي لا يخفى عليه شيء، في الأرضِ ولا في السماء، وهو السميعُ البصير.

واللجوءُ إلى الله، لا يعني الاستِسلام، بل المقاومة، بكل ما نستطيع، والتجاوب مع كل الدعوات، كالبقاءِ في البيوت، ومُعاونة كل مَنْ نستطيع، خصوصاً الأطباء والطبيبات، والممرضين والممرضين، والمسعفين والمسعفات.

الوقوفُ بجانب الفريق الطبي، لا يقلُ أهميةً عن مُعاونة المحتاجين، ومَنْ لا يجدون قوتَ يومهم، ولابد أن يتوازى هذا مع ذاك، لأننا بحاجةٍ إليهم، وهم كذلك بحاجةٍ إلى دعمِنا، كي يؤدوا رسالتَهم على الوجهِ الأكمَل.

ولأن الكلمةَ الطيبةَ صدقة، لا تبخلوا بها على أحد، ولا تستقِّـلوا شيئاً تتبرعون به لله، فرُّبَ درهم، سبقَ ألفَ درهم، والحِرمان صعب، وقهر الرجالِ أصعب، نعوذُ بالله منه، ولا تنسوا أن صنائعَ المعروف، تقي مَصارِعَ السوء.

دروس "كورونا" لا حَصْـرَ لها، وعلينا الاستفادة منها، لأن الْمِنحةَ في الْمِحنة، والله عَزَّ وجل يقول: "فإن مع العُسر يُسرا إن مع العُسر يُسرا" معه وليس بعده، والْـبُـعْـدُ يُذكِّرنا بنِعمةِ القُرب، فتقرَّبوا إلى الله، بما تستطيعون... "إنما تُنصرونَ بضعفائكم" وما أكثرُهم وأكثرُكم.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏، ‏ماء‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق