أبحث عن موضوع

الأحد، 5 أبريل 2020

سوبرمان الأمريكي ................... بقلم : محمد قاسم _ فلسطين




"سوبرمان" ...الرجل الوسيم و الخارق والأسطوري ، الذي كان في فترة ما حُلم كل الشباب أنْ يُصبحوا مثله ، وحُلم كل فتاة أنْ تحظى بشخصية خارقة مثله يحملها في الهواء ويطير بها إلى عالم الأحلام السرمدية والرومانسية .

أعتقد أنه ما من أحد في هذا العالم إلّا وشاهد أفلام سوبرمان المثيرة والمدغدغة لعواطف الناس وخيالاتهم ، على الرغم من معرفتهم المُسبقة بأنها مجرد أفلام خيالية ليس لها علاقة وارتباط بالواقع .

ومع كل هذا فان هوليوود كانت تنتج هذه الافلام كل فترة زمنية وخصوصاً في فترات الأزمات التي تمر بها السياسة الأمريكية للتعبيرعن قوة أمريكا الخارقة بتجاوز الصعوبات والأزمات - تماماً مثل سوبرمان - ، وفي هذا إيحاء الى مدى الهيمنة الأمريكية على الوضع العام ، ليس لأمريكا فحسب وإنّما على العالمِ أجمع . إنَّ شخصية سوبرمان وفق العقل الأيديولوجي الأمريكي يمثل القوة والوجه الأخر للهيمنة الامريكية ، فشخصية سوبرمان هي محاكاة لفلسفة وأيديولوجية"نيتشة " حول مفهومه للرجل الخارق ، ولكن .. وبعيداً عن فلسفة "نيتشة "، فإن شخصية الرجل الخارق ذوالجنسية الأمريكية ، يعتبر هو المنقذ للعالم من الأزمات والكوارث والفقر والوباء ، وهو بذلك يكون شخصية أنثروبولوجية ، لا يظهر نفوذها في الولايات المتحدة فقط ، بل أيضاً في أماكن أخرى من العالم ..

والجدير بالذكر ..أنَّ أفلام سوبرمان لم تَعُد تلقى إهتماما كبيراً لدى عامة الناس خصوصاً في العقدِ الأخيرمن هذا القرن ، وليس ذلك بسبب إدراكهم أن الأمر لا يعدو سوى خيالاً فقط ، بل بسبب إنعكاس سياسة أمريكا الإزدواجية والمدمرة للعالم كأقوى حاضنة للنظام الرأسمالي الموغلُ في التّوحُشِ وتدمير الروح الإنسانية.

إنَّ النظام الرأسمالي المتمثل في أمريكا تحديداً هو نظام هشّ وآيل للسقوط ، كما فكرة سوبرمان الخيالية التي لم تعد تدغدغ عواطف العامة من الشعوب.

وما الأزمة الحالية التي يمرُّ بها العالم اليوم - انتشار فايروس كورونا - ما هي إلّا سوى " باروميتر" يكشف مدى فساد السياسة الأمريكية ، وفشلها في إنقاذ العالم ، أو على الأقل مساعدته بالحد الأدنى على تخطي الأزمة ، على إعتبار أنها السوبرمان ، وعلى إفتراض أنها ليست هي المسؤول والمتهم الرئيس في نشر الوباء.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق