أبحث عن موضوع

السبت، 9 فبراير 2019

زرياب (النّغمُ الهارب) ....................... بقلم : عبد الجبار الفياض // العراق











إلى الصديق الدكتور كريم ديوان/ الفنون الجميلة .



أوتارُ عودٍ بأصابعِ ابنةِ الكَرْمٍ

تُصَبُّ في جماجمَ

تقتنصُ من حياتِها ما كانَ سراباً في عيونِ التّعساء . . .

زمنَ الألف

الشّرقُ بألوانِ سحرِه

ليسَ لعينٍ أنْ ترى غيرَها بهذا

ألبسَها كُلَّ ما تهواهُ أنثى بزفاف . . .

بغدادُ

ما فوقَ حروفِ الشّعراء

ما أبدعتْ في رسمهِ ريشةُ فنّانٍ في عشائهِ الأخير . . .

لأشرعةِ السّندُبادِ

أنْ تأتيَ بفرائدِ ما تباهى بهِ جيدُ امرأة . . .

أتنكرُ وجهاً

تمشقُهُ سمرةُ أرضٍ

لم تبُحْ بأسرارِ جذورِها لديمةٍ حانيةٍ في نيسان ؟

تشقّقتْ عشقاً لندامى

ضاجَعوا قصائدَهم على فراشِ قفا نبكِ . . .

عاقروها صفراءَ في كؤوسِ ابنِ هانئ . . .

ليسَ لبحورِ الخليلِ كُلِّها أنْ تطرزَ ثوبَها غزَلاً !

. . . . .

عَزْفٌ

يَشقُّ صمتَ ليالٍ

ألقتْ شفوفَها

أنغاماً

تتَدلّى عناقيدَ ضوءٍ على صدرِ رصافتِها . . .

ما لبغدادَ وقلوبٍ ما هفتْ إلآ لها ؟

أكذا يُفتّتُ وصلٌ في خفقةِ طيْش ؟

للألمِ حديثٌ لا يَنقطِع . . .

. . . . .

دمعةٌ حبيسةٌ في لحظةِ انكسار

أسرابُ أحلامٍ

تطرقُ نوافذَ مُغلقة

موعداً لأنسٍ

ترضعُهُ الشّمسُ لينام . . .

يُشيّعُ لحنَها الأخيرَ زمناً

يُنكرُ مكانَه . . .

تفكّهَ بحفنةٍ من حَشَف

لا بسلالٍ

تُذهِّبُها أثداءُ رطبٍ بيدِ صيفٍ فاجر !

كيفَ لدجلةَ أنْ تُودّعَ مُتيّماً ؟

استودَعَها نصفَه

صحِبَ الآخرَ لدربهِ رفيقاً أعمى . . .

أيُّ النّصفينِ يُنصِفُ صاحبَه ؟

يالتعاسةِ عشقٍ حينَ يَنشطر . . .

الغربةُ مساحةٌ من وَجع !

. . . . .

بغدادُ

عِشقٌ لنْ تشفيهِ من كتابٍ رُقْية . . .

ما تناهى بينَهُ وبينَها إلآ روحٌ

تعزفُها حرقةُ وَجْد . . .

أنْ تسيلَ الموسيقى دموعاً

لا صِدْقَ

يذرفُهُ جَفنٌ بعد . . .

تحملُ صرعاها على حافةِ موّالٍ ثَملٍ

لتعودَ

تملأُ ظَمأَ ليلٍ صديقٍ لعطّارِ الدّهر . . .

. . . . .

في كرخِكِ رئةٌ

تنفّستْكِ صبابةً في قلبِ رابعة . . .

لو عَلِمهُ ابنُ الأحنفِ

لَما حدّثَ فوزاً عن نبضاتِ قلبِه . . .

ما تفوّهَ سجينُ قُرطبة شعراً في ذاتِ دَلّ . . .

قبّلَ ابنُ الملوّحِ جداراً واحداً

ولهُ أنْ يُقبّلَ ألفَ جدار . . .

ليستْ ذهبيّةً كُنتِ مع قطعةِ فحمٍ تستَعر . . .

ما أنتِ أنتِ

يومَ تسلّلتِ الظّنونُ لبياضِ الصّبح !

. . . . .

خرجتُ منكِ قبراً

يبحثُ عن أرض

أوديبَ أضاعَ يومَ ولادتِه . . .

أصابعي

ليستْ هي حينَ تعزفُ لسواك . . .

الموجةُ

لا تعودُ هي

حينَ تُبعثرُها على الشّاطئ يَدُ البحر . . .

تذكّري يوماً

أنَّ داكناً عزفَكِ لحناً مُضيئاً على أوتارِ قلبِهِ

قبلَ أنْ يغصَّ العودُ بصوتِه . . .

الرّحيلُ

شئٌ من الإنتحار !!



عبد الجبار الفياض

تموز/ 2018




* علي بن نافع (زرياب)




زرياب (789 - 857) (173 - 243 هـ)[1]. هو أبو الحسن علي بن نافع الموصلي[2]، موسيقي ومطرب عذب الصوت من بلاد الرافدين من العصر العباسي (عاصر الخليفة العباسي هارون الرَّشيد). كانت له إسهامات كبيرة و عديدة وبارزة في الموسيقى العربية والشرقية. لُقِّب بـزرياب لعذوبة صوته ولون بشرته القاتم الداكن ، وهو اسم طائر أسود اللون عذب الصوت يعرف [بالشحرور].عبقري الموسيقى متعدد المواهب "زرياب" ، ومبتكر فن الذوق العام والذى يسمى اليوم بـ “الإتيكيت”، والذى مثل حلقة وصل هامة في نقل مظاهر الحضارة الاسلامية والشرقية إلى الاندلس ومنها إلى أوروبا والعالم أجمع , رجل ظلمه التاريخ الإسلامي ليهتم به التاريخ الغربي أكثر ويستفيد من تجربته وآثاره وما قدّمه للعالم أجمع .( منقول) .
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق