أبحث عن موضوع

السبت، 9 فبراير 2019

في غفلةٍ من الزمن ...! ............................... بقلم : محمــد عبــد المعــز / مصر




يقولُ كثيرون، إن فلاناً أصبح أحدَ الأثرياء، أو المسؤولين، أو أصحاب المناصِب، في غفلةٍ من الزمن، بعيداً عمَّا قدَّم وبذل، وضحى واجتهد، و..... و..... و.....!

ويعزو كثيرون أيضاً فشلهم إلى الزمن، فيسبونه تارة، ويعيبونه أخرى، وكأنه خِصم، أو عدو لدود، ناسين، أو مُتناسين، أن النتائج مُرتبطةٌ بالْـمُقدِّمات...!

ورغم مرارة الواقِع، لكثرة الوصوليين، وقِلة "أو نُدرة" الأُمناء الْـمُخلِصين، فإن الزمن بريء من كل ما تقدَّم، ولا علاقةَ له بالوصول، ولا بالفشل، ولا علاقة لهما به...!

لذلك قال الله عزَّ وجل: "وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّون"... (الجاثية:24)

وقال رسول الله ﷺ: "لا تسبُّوا الدَّهر، فإنَّ الله هو الدهر، يُقلِّب ليلَه ونهارَه"، والدَّهر هو الزمان، لأنَّ سبَّ الدهر معناه سبّ للذي يُصرِّف شؤونه.

ورَحِم الله الإمام الشافعي الذي قال:

نعيبُ زماننا والعيبُ فينا

وما لزماننا عيبٌ سِوانا

ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ

ولو نطق الزمانُ لنا هجانا

وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ

ويأكلُ بعضُنا بعضاً عيانا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق