أبحث عن موضوع

الخميس، 18 مايو 2017

قطرٌ شهيد ............. بقلم : أحمد عبد الرؤوف / سوريا


نذرتُ لشيبِ الرّيحِ صِبيةَ أحرفي
كــأنّي لظىً شيـخٌ يشــبُّ خلالَها
وآويـــتُ أحـــلاماً تشــــرّدَ ليلُها
وأطفأتُ صبـحاً كــانَ يشغلُ بالَها
أجــرتُ يقيناً أنَّ روحــيَ خيمةٌ
ولـم أدرِ أنّ الرّيحَ قـصّـتْ حبالَها
وأدركــتُ أنَّ الرّوحَ عاشتْ رهينةً
تزيدُ احتمالَ الموتِ كي لا يطالَها
فتبـكي على بابِ الرّبيعِ شقـائقٌ
تلـــحُّ ولا قَــطرٌ يجــيبُ سؤالَها
ضلالٌ ظباءَ الوهمِ أن يعشقَ الفتى
وريـحٌ ككفِّ اللهِ تحــملُ شــالَها
سأنهـــلُ مـــاءَ النّـورِ حتّى أنالَها
وأطــفئُ ظلمــاءَ الفــؤادِ حيالَها
نصيبي مــن الذّكـــرى أردُّ نبالَها
وبنتِ القــوافي أســتجيرُ خيالَها
في بابِ كلِّ سحابةٍ
قطرٌ شريدْ
متسوّلٌ بينَ الحدائقِ
لا شتاءَ يعيدُهُ
مطراً قتيلاً
أو وليدْ
يتفيّأُ الأقمارَ حيناً
يجمعُ الأضواءَ من
شمسِ الصّخورِ
وحينَ يألفُها يبيحُ
دماءَهُ قمرٌ
وتنهشُهُ الصّخورُ
أجلْ أجلْ
في بابِ كلِّ سحابةٍ
قطرٌ شهيدْ
في مقلةِ المطرِ
المعنّى في دروبِ
الغيمِ ضوءٌ
يبصرُ الأشياءَ
دونَ تكسّرٍ
ويجودُ بالأحلامِ
رغمَ ظلامِ مولدِها
القتيل
فيثقبُ الحلمُ الشّقيُّ
كنانةَ اللّيلِ الطّويل
بلهفةٍ
لكن يخونُ الغيمُ
يا أنثاهُ حينَ يلمُّ
طيفٌ كلَّ أسماءِ
الشّعور
وتفهمُ الأمطارُ كلَّ
لغاتِ أهلِ القلبِ
حينَ يردّدُ القلبُ
الوحيدُ سؤالَهُ
وتحارُ ليلاً
كلُّ أجوبةِ
اليقينِ حيالَهُ
صاحَ اليقينُ كفى
قد أخفقَ الضّوءُ
الغلاميُّ البعيدْ
دخلَ الفتى حرمَ
الهوى وأقامَ
فيهِ صلاتَهُ
أنثاهُ لا تبكي
إذا غنّى الرّحيلُ
ولا تموتي
كلّما زارَ الأصيلُ
ضفافَهُ
دخلَ النّدى حرمَ
السّحابِ وغيمةُ
القطرِ الشّهيد
أسيرةٌ
ما صدَّ صدرُ القطرِ
عنهُ نبالَهُ
لكن ستنقذُهُ
متى هطلتْ على
أرضِ السّطورِ
وأطفأتْ ظمأَ
الحقولِ بقبلةٍ
لم يبقَ من صورِ
الهوى صورٌ
فردّي للقريضِ
خيالَهُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق