أبحث عن موضوع

الأربعاء، 12 أبريل 2017

النهر يقطرُ في فمي.................. بقلم : عادل نايف البعيني / سوريا


 


.
يجتاحُني صمتٌ يغازلُ وحدتي
ويقضّ مضجع غربتي
وَلَهُ القرارْ
أتراني أدفأ من صقيع كآبتي
أم أنّني
سأظل مشدودًا على
نِيْرِ الوعودْ
لا لا أنا
أنا لن أهادنَ عند نصلٍ
أو عثارْ
أنا رافضٌ خيباتِِ ذيّاك الزمانِ،
وكلَّ ضيقٍ بين سطرٍ
أو نشيد
أجتاز مأساتي ببطء السلحفاة
ولن يقيّدني رغيفٌ
أو زردْ
خلفي سأرمي خيبتي
وسأمحو فوضى الذاكرة
وأعيد ترتيب الحواس
على سراجٍ من زبدْ
طيني سأنحته بإزميل التحدّي
من رمال الضوءِ،
من وَقْعِ الصّدى.
لِيَصيرَ شكلاً للرياحِ
وَلِلْمَدَى
ولكلّ آهات المسارْ
لا لَسْتُ من يجتاحُني
حُلُمُ الرجوعْ
سأظلّّ أخفق للحياة
ولن أطأطئ من جديدْ
فهُناك وعدٌ آلقٌ
يحدو مداي
وهنا دماءٌ في الوريد
ظمئي كبيرٌ وِسْعَ كَوْنٍ
من رؤى
ظمِئٌ أنا
والنهرُ يقطر في فمي
وعلى لهيبِ غمامةٍ
بَرْدٌ ونارْ.
ظمآن تغمرني بحارٌ من صقيعْ
سأظلّ أخفق
لن يعاندني اختصار
للربيعْ
قال الندى:
من ذا يصَنّع كلّ هذا الحزنِ
في ألق العيونْ
وأقول لا
لا تجرحوا حزني
أنا لا زِلْتُ أسعَى للعُبورِ
ولن يزعزعني انكسارٌ
أو جدارْ
ليلي لئن طالت سراه
فسوف يتلوه النهارْ
لا تجرحُوا حزني
دَعُوهُ يفصّل الأحلام من
فجرِ السوادْ
فهناك مَنْ يتصيّدُ الأنداء
في عطر المدادْْ
يضع النقاطَ على حروفٍ
عانَدَتْ نَـوْحًا لِغِربانٍ
تَكَحَّلَتِ الدُّجى
**
عمري يغادرُني
وما ألقاني أَعْبُرُ حَيرَتي
لا زِلْتُ أبحثُ في خلايا دَهشتي
عن سرِّ كونٍ
أو وجودْ
ظلّي هناكَ وجُرْحُ دَهْرٍ يجتلي قَهْري الدّفين
وهناكَ لي وعدٌ تحجّرَ
من سِنينْ
ظَمِئٌ أنا
سَأَظلّ تُغريني المسافةُ بين قلبي والنّدى
حتّى غروبِ النّهرِ في جوفي السّحيق
سيطول يا صبرُ اغترابي
طالَ أم قَصُرَ السبيل!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق