أبحث عن موضوع

الأربعاء، 12 أبريل 2017

أين الأخوَّةُ والمحبةُ يا سماء................ بقلم : حكمت نايف خولي / سوريا


الخوفُ منتصبٌ على كلِّ المفارقِ والدروبْ
الخوفُ منتشرٌ على السَّاحاتِ بين أزقَّةِ البلدِ الحبيبْ
الخوفُ يجتاحُ المدائنَ والمشاعرَ والقلوبْ
فيخدِّرُ الإدراكَ ينفثُ في الجِوا السُّمَّ الرَّهيبْ
ينسابُ في الأفهامِ يخلقُ ألفَ إحساسٍ مريبْ
ويُخرِّبُ الوجدانَ ينقشُ في تلافيفِ الظُّنونْ
بين الخواطرِ في النُّفوسِ وفي تجاويفِ العيونْ
صورَ الفظائعِ من نتاجِ الحقدِ في ليلِ الجنونْ
وحَصادِ عشَّاقِ الكوارثِ والنَّوائبِ والمنونْ
فيدكُّ أعمدةَ المحبةِ والوئامْ
ويهزُّ ما في الرُّوحِ من قيَمِ التَّعايشِ والسَّلامْ
فتزوغُ تضطربُ الرُّؤى
وتغورُ في غَبشِ القتامْ
حيث الصِّراعُ يضجُّ في وسطِ الخرابْ
فيُحيلُ وجهَ الأرضِ ساحاً للحِمامْ
ويشُلُّ أحلامَ الورى
ويذُرُّ أشرعةَ الظَّلامْ
فتغوصُ ترسو تحت أكداسِ الركامْ
آمالُ إنسانيَّةٍ ذُبحتْ بسكينِ التعصُّبِ والضَّلالْ
وتضيعُ في قاعِ العفونةِ والأسى
في القاعِ ترسو بين أوهامٍ
وأفكارٍ تبدَّتْ في بهاريجِ الصُّورْ
عبر الدُّهورِ ترسَّبتْ وتحجَّرتْ
فغدتْ متاحفَ بل هياكلَ من حجرْ
نُحتتْ تماثيلاً يُقدِّسها البشرْ
ويُسلِّمون بأنها نُصبٌ يُنصِّبُها القدرْ
فيحومُ حولَ ظلامِها في وحشةِ الجهلِ البهيمْ
سِربٌ من العميانِ في زنزانةِ الأسرِ الذَّميمْ
فالكلَّ يخبطُ ضائعاً في حمأةِ الحقدِ الرَّجيمْ
وعباءةُ الأضغانِ تطوي الكلَّ في نارِ الجحيمْ
حيث العويلُ المرُّ والأرزاءُ والندمُ العظيمْ
فإلى شعوبِ الأرضِ أنعي الحقَّ مذبوحَ الرَّجاءْ
يهوي وينزُفُ بين أنيابِ التعصُّبِ والبلاءْ
فالقتلُ والتَّدميرُ باتا مثلَ أعراضِ الوباءْ
نتنسَّمُ الأضغانَ والأحقادَ مع نسمِ الهواءْ
والموتُ نأكلُهُ رغيفاً قد تعجَّنَ بالدِّماءْ
ونقولُ إنَّا نحن أسيادُ الحضارةِ والمكارِمِ والوفاءْ
يا بئس ما نهذي ونهذرُ بالخُرافةِ والهراءْ
ونقولُ إنَّا أخوةٌ للحقِّ دوماً أوفياءْ
هلاَّ تقولي تُخبرينا يا مجرَّاتِ الفضاءْ
أين الأخوةُ والمحبَّةُ والمروءةُ يا سماءْ ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق