أبحث عن موضوع

الخميس، 9 فبراير 2017

عندما يُخطئني الموتُ.............. بقلم : أحمد بوحويطا أبو فيروز / المغرب




عندما يُخطئني الموتُ أُهنئني و أقولُ
ماتزالُ هناكَ قصيدةٌ أُخرى
فلي في عينيكِ ما يكفي منَ البراءةِ
لكي يبقى حنيني إليكِ على قيدِ الحياةْ ‍
مُعافى ، أرجوانيَّ الإشارةِ ، سماويَّ البشارةِ
أشمُّ فيهِ وشمَ يديكِ الخُزاعيتينِ
فهو أشدُّ غوايةً من رائحةِ البنِّ صباحاً
أطلُّ منهُ على ألمي ، رأيتُ شبحي يهرولُ خائفاً
رأيتُ صومعةً نامتْ على ظلها ... طارَ الحمامْ

عندما يُخطئني الموتُ أعاتبني وأقولْ
كانَ يمكنُ أن لا أغبطَ طيورَ البجعْ
و هي تغادرُ موطنَها
إذا لم يهبها غيرَ الوجعْ
كان يمكنُ أن لا تكونَ أيها الحبُّ مزمناً
و أن لا أكونَ مدمناً على وجعِكْ
كان يمكنُ أن نقتسمَ فائضَ فَيْءِ الصنوبرِ
و ابتسامةََ بائعةِ الجِعَةِ بالتقسيطِِ و نسألَها
هلِ الكمانُ أشدُّ كفراً و نفاقاً أمِ النايْ ...!
و نحن ذاهبانِ إلى ليلنا الخاصْ
سيعفيني وجهكِ من ضوءِ القمرْ
لأقولَ في عينيكِ قصيدةً بلغةٍ لا تقالُ بالكلامْ

عندما يُخطئني الموتُ أُهنئني و أقولُ
لي غرناطةُ الحلمُ المتألمُ المتكلمُ
بسبعِ مفرداتٍ منتقاةٍ بأمر اللهْ
و لي غصةٌ في علمٍ في شامةٍ
تربعتْ على خدِّ الشامْ
و زواجلُ لاستفسارها في رحلةِ الصيدِ
و لي حقوقُ تأليفِ المعلقاتِ وحَصانةُ الحصانْ
و قمرٌ فضيٌّ يحرسُ غيبتي في الخيامْ

عندما يُخطئني الموتُ يُخجلني
كلما وبختُ وجعي ذكرني بأندلسي
فأخجلُ منْ بكاءِ صفصافةِ حينا علينا
و يخجلُ الخجلُ منكِ و مني
حينما تخطئُ يداكِ في كتابة إسمي
فأنتِ من أعدَّ لجرحي متكأً و أوقدَ النرجيلةََ
و أعدتِ عقاربَ الحبِّ للبدايةِ
و صلبتِ حذاءَ حريتي
فكيف تنجو بجلدِها من شبحٍ يلاحقُها في المنامْ ...!

و مازالَ الموتُ يُخطئني و أنا أُهنئني
مادامَ لفرحتي وقتٌ لكي تجهشَ بالبكاءْ
و مادام لي أقولُ متسعٌ في القصيدةِ
لكي أبني ورشتينْ
ورشةً لمناقشةِ أسبابِ القيامةِ
و أخرى لتحسينِ نسلِ إناثِ الحمامْ

قبلَما يَجيئني الموتُ بأقلَّ من قصيدتينِ
أو أقلُّ قليلاَ
إذا رأيتَني قالَ في أقاصي حلْمكَ عابراً
فانتظِرني ريثما أُنهي خلافي معي
قلتُ و بعدْ ، قال حتماً سأعودْ
يا موتُ قلتُ لا تكنْ قاسياً
إنكَ تؤلمني و أنتَ تَحقنُ جسدي بالعدمْ
لا تكنْ أنانياً ، أعدني لأم الغرائزِ
قلبي نسي مهنتهُ ، سمعتهُ يهذي ...
أدخلوا زرقاءَ اليمامةِ كي تودعني
و بعدها خُذوا فرسي ، خُذوا كلَّ جهاتي
فقط أعيدوني إليَّ ، أعيدوني إلى زمني
قالَ هيتَ لكْ
- بعد صرخةِ الإقامةِ و زفَّةِ القيامةِ -
لقدْ هيأتُ لكْ ... متكأً من شرشفِ الغمامْ .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق