أبحث عن موضوع

الخميس، 1 سبتمبر 2016

أمة الموت................ بقلم : مصطفى الحاج حسين / سوريا



يتملقني الغياب
يسدّ عليّ لهفتي
يمطرني بصقيع الانتظار
أرنو إلى وجه الغبار
وأدفع عني البكاء
أزيح غصتي عن الدرب
وأرفع عني ثقل آهتي
لأمضي إلى كهوف
الذكريات
ويمتد وجعي لباطن
الرؤى
يهمس لي الصدى
عن بوح الانهيار
ماض نحو نفسي
لن أترك موتي
ينتظر مجيئي
سأباغته بضحكة مجلجلة
وأسرق منه مفاتيحه
وأسترد وجهتي
دمي على شباك
السراب
يتسلق مزراب وحشته
وصمته عالق برحى الشهيق
لا الأرض تعرف وجهتها
ولا السماء تجد مستقراً
تركن إليه
غربة الروح السامقة
في وطن المجون
الليل شابت ظلمته
وقد خانه قمره
والنهار ..
ثقبت رؤيته
الشمس عمياء .. تتلمس الجدران
والجدران تركض بها
على أجنحة الخراب
وطني مخصيّ الضوء
مغتصب الفراشات
صار الندى فيه رماد
والنسمة مصلوبة
والضحكة تفجرت من قهرها
أمشي ..
على ركام الهزيع
الماء يخرّش الحناجر
والوقت ينزف مدناً مستباحة
الشيطان صار وريث الله
باسم الله نُقتَل
باسم الحرية نذبح
وباسم الإنسانية
يتهافت علبنا الموت
من كلّ قريب وصديق
ويطلّ علينا الكره
من شقوق العطش
ويتفجر في لهاثنا الحقد
يا أمة الهذيان
بحّت أثمالنا
أكلنا الانقراض
لعقنا اليباس
حاصرنا التلاشي
وداستنا السخرية
أبكي على قوم .. كانوا
على عطر .. تفسخ
وعلى شجر
أثمر الجوع
قمحنا من حصى
لغتنا من بعوض
نحتجز أطفالنا .. رهائن
لنهدد بها السلام
نسبي أمهاتنا .. من نهودهنّ
نبيعهنّ ..
في سوق النخاسة
يا أمة الأموات
انتحرت
بوجدانها الأصوات
هل لنا .. يا الله
أن نعود ..
للحياة ..؟!.
31/8/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق