أبحث عن موضوع

الخميس، 19 مايو 2016

.وجوهُ النّار...................... بقلم : عبد الجبار الفياض // العراق



وجوهُ النّار

عَتمٌ
مغزلُ عجوزٍ عنود
تفقأُ عينَ الذّبابِ
تستحمُ ببِرْكةِ أرواح مُحتسِبة
لم يبقَ من حظٍ لها إلاّ ذُبالة . . .
لعلَ سمَّها الذي تبيع
آخرُهُ آخرُها . . .
. . . . .
طوى حزنَهُ الموؤدَ بلفافةِ تبغ
بينَ امسهِ و يومهِ
خيطُ دُخان
كفّان من دعاءٍ أخرس
بوزنِ صرخةٍ مُنخنقة . . .
. . . . .
ربِّي
أرني وجوهاً في الدّنيا
قبلَ أنِّ ترحلَ لجهنمَ وقوداً في الآخرة . . .
واحدُها
يُحشرُ اعمى
يُبدَلُ جلدُهُ النّابتُ في بذخٍ
كُلّما نَضُجَ
بسعيرِ نارٍ موقدة . . .
زرقٌ عيناه
تُدمى
بشذوذِ ما رأت . . .
شرابُهُ من غسلين
( يا ليتني كنتُ تراباً) !
كيف ؟
وأنتَ العزيز !
سبّابتُكَ قاضٍ صامت
من تحتها يمرُّ الموت ُ مُبتسماً . . .
. . . . .
أُستجيبَ الدّعاء !
رأى وجوهاً
لو كيلتْ بقبحٍ من ثمودَ لفاضتْ . .
تدمّلتْ
صَلفَاً
تسللَ باردانِ شيْطانٍ
حيثُ يُريد . . .
لهُ ما انتهتْ نهاياتُ سفهاءٍ لربٍ
من تمر !
ظهوراً
تروّضتْ لامتطاء . . .
غارَ ما رسمَهُ اللهُ في احسنِ تقويم
صفيحَ نُحاسٍ
لا تستقرُّ عليه قطرةُ ماء . . .
. . . . .
سرقوا سيفي
أما حسبوا
أنَّ جوعي سيفٌ آخرُ
لا غمدَ له ؟
يشحذُهُ عَوَزٌ تحتَ سقْفِ الموت . . .
لا تُفرى بطونٌ
تكوّرتِّ
مما جناهُ منجلي في مواسمِ الحصادِ
بغيرِه !!
. . . . .
سرقوا ظلّي
أدمنَ جلدي سموماً من هجير صيفٍ مخبول . . .
بيتي والمطرُ صديقان
متى شاء
يزورُهُ بلا استئذان !
. . . . .
خطفوا الصّغارَ من أحضان سنينهم صبغوا الهلالَ بسخامِ المآتم
فرّقوا الاعمارَ على فوّهاتِ البنادق أدانوا الجدارَ بالإيواء
فهدموه !
. . . . .
ليلٌ
جلدوهُ بسياطِ نهارٍ عارٍ
يستعجلُ موتَهُ
نورٌ اعمى
فقدَ عصاهُ في زحمةِ بحثٍ عن اسماءٍ سلخوها . . .
قبوراً
نبشوا
نجومٌ مضيئة
دفنوا اسماءً ملوّثة
دونَ شاهدة . . .
لكنْ
للمقابرِ عيون !
. . . . .
تركتُ الخنساءَ
تنعى صخراً . . .
ابنَ الرّومي
يندبُ واسطةَ عِقدِه . . .
أقطّعُ وهماً شدَّ لساني
قطّعني مِن خلاف
أكلَ سنواتِ اللّبِ
اشربني ماءَ الجمر!
. . . . .
نسيتُ
أني جئتُ الدّنيا من غيرِ قماط
لم أرني يوماً أُطفئ شمعةَ ميلاد !
أللطينِ كُلُّ هذا الجذْبُ الذي لا ينسلّ ؟
إلآ مَنْ كانَ وجهُهُ قفاه !
. . . . .
أَنّى أغفرُ لك أيُّها الرأسُ المعصوبُ بغفلتهِ ؟
سفهاً
أغرقني
رهنَ جمجمتي لحوتٍ بريّ
ليس لمرآةٍ أنْ ترى غيرَ بَلَهٍ بعينين . . .
لكنّي
سكبتُ ظمئي
اخفيتُ خوفي . . .
لم اعدْ بحاجةٍ لحنجرةٍ
لا تصدح
لقصيدةٍ مُصابةٍ بداءِ المُلوك
لقلمٍ
يتثاءبُ حينَ يتحدثُ جُرحٌ عن فَجْر . . .
. . . . .
غطّيْتُ بحذائي بعدَ البَصْقِ ايقوناتٍ
بحروفِ استعلاءٍ
سقطتْ
في حضيضٍ
يعلو بنفاياتِ عصرِه . . .
من أينَ للشمعِ أنْ يصيرَ أجنحة ؟
. . . . .
ما كُنتُ لأغفرَ لنفسي
لو أنّها علِقَتْ بين َ نَعَم ٍ ولا
لو مُتُّ على ما كُنْتْ !!
. . . . .

17/ 5 /2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق