أبحث عن موضوع

الخميس، 19 مايو 2016

ابتسام الحياة ..................... بقلم : إسماعيل الحمد // سوريا




قرأت عن فتاة سورية جميلة من قبيلة عدوان العريقة… نشأت في ريف حلب الشرقي .. وتخرّجت من جامعت حلب ... قذفتها الخطوبُ خلف الحدود فبقيت نخلةً شامخة كسائر بنات ونساء بلدي لا يعرف الانحناء إليهن سبيلا … رأت أن الحرب ستخلّفُ جيلا لن ينال حظه من التعليم… فسخرت نفسها للعمل في مدارس اللاجئين…
فكانت لي من خلالها هذه الوقفة الشعرية مع جميع نساء وحرائر بلدي الجريح :

================


شَمْسُ عُدْوانَ والحَلا والصّفاءُ
= والصباحُ الوَرْديّ والأضْواءُ

هذه أوْجُهُ الْجَمالِ ففيها
يَتَلاشَى منَ الحَياةِ العَناءُ

فابْتِسامُ الحَياةِ يَبْدأ فيها =
أملاً .. لا يَجِدّ فِيهِ انْتِهاءُ

يَعْرفُ الحُسْنُ أنّها مِنْ أصُولٍ =
نَسْجُها العُنفوانُ والكِبْرياءُ

مِسْحةٌ مِنْ بهائِها إنْ تَجَلّتْ =
تَخْتَفِي في ظِلالِها اللألاءُ

وَسَرَى النّورُ في مُحَيّا صِبَاها =
مِثْلما شَعّ في الضّياءِ الضّياءُ

نَخْلةٌ في ثَرى الشآمِ تَسامَتْ =
وبِها العِزّ راسخٌ والإباءُ

كمْ رَعى عِزّها الفُراتُ فَسيلاً =
وسَقتْها شُموخَها الشّهْباءُ

صاغَها اللهُ مِثْلَ وَرْدٍ نَديٍّ =
ضمّختْهُ الطّلولُ والأنْداءُ

فعَبيرُ الرّبيعِ يَغْرفُ مِنْها =
ومِنَ الْجودِ عَبّ منْها الشّتاءُ

جَمَعَ الحُسْنُ حَوْلَها كُلّ حُسْنٍ =
ما رَوى عَنْهُ وجْهُها الوَضّاءُ

أبْعدَتْها الخُطُوبُ عنْ زارِعيها =
حِينَ عاثَتْ بِمَهْدِها الأرْزاءُ

فَمْضَتْ تَصْنَعُ الْحَياةَ نَعيمًا =
لمْ يُكبّل طُموحَها اللأوَاءُ

ضَربَتْ لِلنّجُومِ خَيْرَ مِثالٍ =
هكذا لِلعُلا تكونُ السّماءُُ

ما تَخلّتْ عَنْ نَهْجِها فِي التّسامِي =
لمْ يُشَوِّهْ جَبينَها الانْحِناءُ

وسَيبْقى ضِياؤُها سَرْمَدِيّا =
لو أزِيحَتْ عَنْ بُرْجِها الجَوْزاءُ
ُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق