أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 17 مايو 2016

عقــــوق ( قصة قصيـــرة )............. بقلم : ياسين الزبيدي // العراق


..حينما كانت الريح تعول في الخارج وتضرب الأبواب بعنف لتصدر صريرا يشبه شخير الموتى وهم يسلمون الروح, كان هو هناك يتوسد القلق ويبحث في الذاكرة القلقة عن صور كثيرة. بعض الصور تبدو غائمة, وبعضها غطتها اتربة الزمن المتراكمة, استل من ذاكرته صورة قديمة لامرأة لم يعد يتذكرها, قلبها في يم ذاكرته الهائج, ابعدها وقربها لكن خطوط الزمن وذرات التراب كانت اقوى من ان يتمكن من معرفة صاحبة الصورة. كانت نظراتها مستفزة فلقد كانت عيناها تشيان بحزن الفراق, كانت ذراعاها المفتوحتين على سعتيهما اقوى من ان ترد. تحسس شفتيها, شفاه لطالما غنت له في ساعات الليل المسافر, اطال النظر الى ثدييها العظيمين, هو لا يدري اين ابصر كل ذلك الفيض والحنان, تلمس يدها المضيئة تلك اليد التي لطالما قادته بحنان نحو اكواخ السلام! ولطالما اضطجع عليها كملك عظيم.. تلك الصورة المجدولة بالرهبة والماضي الجميل اضحى تذكرها عصي على الذاكرة الجحود. لقد ابى العقوق إلا ان يمتطيه فرسا ذلولا ماسكا باعنته يقوده حيث يريد تاركا وراءه امرأة تسعى مادة ذراعيها نحوه بحنان منشدة نشيد الشوق والذكريات بينما هو ييمم وجهه صوب جدران القســـــــــوة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق