أبحث عن موضوع

الأربعاء، 6 أبريل 2016

أبي هل نسيت ( قصة قصيرة)................. بقلم : أحمد بوحويطا ابوفيروز // المغرب



                              

يقف أمام المرآةِ كل صباح ليؤدي أغلظ الأيْمان على أن يحقق الحلم الكبير الذي يراوده ... موقع اجتماعي متميز ، فيلا و سيارة فاخرة وامرأة حسناء ، حساب بنكي مريح و عقارات ... لم لا ... بشرته البيضاء و قامته الفارهةُ وشعره الكستنائي ، و قدرته الإستيعابية وكذا السجالية الخارقة ، مؤهلاتٌ كانت المرآة بمثابةِ خشبة المسرحِ التي يحاول أمامها إعادة تشخيصها لأتقانها... يراقب باهتمام شديد حركات وطريقة المرشح في تدبير علاقته مع الآخرين ، بل تقرب إليه واستطاع أن ينال إعجابه لكن كل كان شيء بثمن. حلمه الجارف أهله كي يتنازل عن كل مبادئه ... أصبح بين عشية وضحاها أحد المقربين من المرشح ، بل أزال بدهاء كبير بعض الأشخاص من دائرته ، بدأت معالم حلمه تتضح ، وكلما خطا خطوة ازدادت ثقته في نفسه... الظروف الصحية للمرشح كانت بمثابة البوابة التي خرج منها من العالم الإفتراضي ليطل على العالم الواقعي ، لم تمر غير بضعة أيام على نجاحه حتى غير إنتماء السياسي ... لم تمر غير سنة حتى اصبح يملك حسابا في البنك ... عقارات و سيارات فاخرة و حياة باذخة وماجنة ... كثيرا ما كان يحاول أن يقنع إبنه البكرَ ليشاركه عالمه لكن دون جدوى . كانت لإبنه صديقة يحبها ، فتاة على خلق وجمال ، طلب منه أن يزوجها له ، غضب الأب كثيرا ،رفض بحجة أنها فقيرة ، وأنها ليست من مستواه الإجتماعي ، إقترح عليه ابنة أحد شركائه الذي كان على فراش الموت ، فهي الوارثة الوحيدة ... أجابه إبنه ، أبي أُذَكرك هل نسيت ... ؟!
......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق