أبحث عن موضوع

الجمعة، 8 أبريل 2016

موسوعة شعراء العربية المجلد الخامس - الجزء الثاني ........... بقلم : د فالح نصيف الحجية الكيلاني // العراق




( الشاعر ابن مطروح )
جمال الدين أبو الحسين يحيى بن عيسى بن إبراهيم بن الحسين بن علي بن حمزة بن إبراهيم بن الحسين بن مطروح .
ولد بمدينة ( أسيوط ) بصعيد مصر ونشأ فيها وأقام ب (قوص ) مدة من الزمن وتقلبت به الأحوال في الخيم والولايات الى
ان اتصل بخدمة السلطان الملك الصالح أبي الفتح أيوب الملقب نجم الدين بن السلطان الملك الكامل وكان اذ ذاك نائباً عن أبيه الكامل بالديار المصرية، ولما اتسعت مملكة الكامل بالبلاد الشرقية و صار له كل من المدن التالية: ( آمد وحصن كيفا وحرَّان والرُّها والرقة ورأس العين وسروج وغيرها ) سيَّر إليها ولده الصالح المذكور نائباً عنه وذلك في سنة \ 629 هجرية فكان ابن مطروح معه .
ولم يزل ينتقل في البلاد إلى ان وصل الملك الصالح إلى مصر مالكاً لها في سنة\639 هجرية .
اتصل ابن مطروح بخدمته وما زال يتنقل معه إلى أن فتح الملك الصالح مصر سنة \ 639 هـجرية فانتقل أبو الحسن إليها فجعله السلطان ناظرا في الخزانة العامة ولم يزل يتقرب من نجم الدين بن السلطان الملك الكامل ويحظى عنده بالمنزلة والمكرمة إلى أن ملك الملك الصالح (دمشق) فجعل ابن مطروح وزيرا لها فمضى إليها وحسنت حالته وارتفعت منزلته كثيرا .
وكان الشاعر ابن مطروح قد مدح الناصر داود صاحب الكرك لما استعاد القدس من الافرنج يقول :
المسجد الأقصى له عادة سارت صارت مثلاً سائرا
إذا غدا للكفر مستوطناً أن يبعث الله له ناصرا
فناصر طهره أولاً وناصر طهره آخرا
ثم توجه الملك الصالح إلى ( دمشق) وجهز عسكرا إلى
( حمص) لاستنقاذها من أيدي نواب الملك الناصر صاحب ( حلب ) فإنه كان قد انتزعها من صاحبها الملك الأشرف وكان منتميا إلى الملك الصالح فلما تم له ذلك عزل ابن مطروح عن ولايته وسيره مع العسكر المتوجه إلى حمص فصعب الامر عليه وفي ذلك يقول :
يا مَنْ لبستُ عليه أثواب الضنى
صفراء موشّعة بُحمر الأدمُع
أدرْك بقيَّة مهجة لو لم تذُبْ
أسفاً عليك نفيتها عن أضلعي
وأقام الملك الصالح ب(دمشق ) إلى أن ينكشف له ما يكون من أمر (حمص) فبلغه أن الإفرنج قد اجتمعوا بجزيرة( قبرص )على عزم قصد الديار المصرية فسير إلى عسكره المحاصرين بحمص وأمرهم أن يتركوا ذلك المقصد ويعودوا لحفظ الديار المصرية فعاد بالمعسكر وابن مطروح في الخدمة والملك الصالح متغير عليه متنكر له لأمور نقمها عليه فاستحل الافرنج البلاد المصرية في أوائل سنة \647 هجرية واستولوا على ( د مياط ) بينما خيم الملك الصالح بعسكره في (المنصورة) وكان ابن مطروح معه مواظب على الخدمة رغم أعراض الملك الصالح عنه .
ولما مات الملك الصالح ليلة النصف من شعبان سنة \647 هجرية ب بمدينة (المنصورة) كان ابن مطروح قد وصل إلى( مصر ) فأقام بها في داره وكان في مدَّة انقطاعه في داره قد عاش في عوز و ضيق صدر بسبب عطلته وكثرت كلفته لذا المّ في عينيه مرض انتهى به إلى مقاربة العمى .و قد نزل في طريقه بمسجد وهو مريض فقال :
يا ربّ إن عجز الطبيب فداوني بلطيف صُنْعك واشفنى يا شافي
أنا من ضيوفك قد حسِبتُ وإن مِن شيم الكرام البرُّ بِالأضْيافِ
توفي في داره بمصر ليلة الأربعاء مستهل شعبان من سنة تسع وأربعين وستمائة \ 649 هجرية - 1148 ميلادية ودفن بسفح جبل المقطم .
.وأوصى أن يكتب عند رأسه (دو بيت )نَظمَه في مرضه
أصبحت بقعرِ حُفرة مُرتهنا لا أملك من دُنْيَاى إلا الكَفنَا
يَامنْ وسعتَ عبادَهُ رَحْمتهُ من بعض عبادك المسيئين أنا
وقال ابن خلكان فيه وكان معاصرا له :
(وكانت أدواته جميلة، وخلاله حميدة، جمع بين الفضل والمروءة والأخلاق الرضية، وكانت بيني وبينه مودَّة أكيدة، ومكاتبات في الغيبة، ومجالس في الحضرة، تجرى فيها مذاكرات لطيفة، وله ديوان شعر. أنشدني أكثره).
افضل قصيدة اذكرها في هذا المقام لابن مطروح قصيدته المشهورة والتي قالها في استعادة بيت المقدس من الافرج :
قل للفرنسيس إذا جئته
مقال صدقٍ من قؤول فصيح
أجرك الله على ما مضى
من قتلِ عباد يسوع المسيح
قد جئت مصرا تبتغي أخذها
تحسب أن الزمر يا طبل ريح
فساقك الحين إلى أدهم
ضاق به عن ناظريك الفسيح
رحت وأصحابك أودعتهم
بقبح أفعالك بطن الضريح
خمسون ألفا لا يرى منهم
إلا قتيل أو أسير جريح
فردك الله إلى مثلها
لعل عيسى منكم يستريح
إن كان باباكم بذا راضيا
فرب غش قد أتى من نصيح
فاتخذوه كاهنا إنه
أنصح من شق لكم أو سطيح
وقل لهم إن أضمروا عودةً
لأخذ ثأرٍ أو لقصدٍ صحيح
دار ابن لقمانٍ على عهدها
والقيد باقٍ والطواشي صبيح
امير البيـــــــــــان العربي

*******************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق