أبحث عن موضوع

الجمعة، 8 أبريل 2016

كوليرا الوطن العربي .................... بقلم : كاظم مجبل الخطيب // العراق




لم اعرف حبّكِ تجربةً عاديهْ
حتى تتحكّمَ فيكِ الانواء الجوية
هو اكبرُ من كلّ اعاصير الدنيا
هوَ اكثرُ تدميراً
من كلّ الهزّات الأرضية
كيف تظنّينَ ستهزمني
كوليرا سائبةٌ
متسوّلةٌ في المدن العربية
لا يمكنُ ان تمنعني
عن حبّكِ
عن عدواكِ
لأهرب عنكِ بعيداً
ابقيكِ لوحدكِ
بين الاقوام الهمجية
لوكنتُ تركتكِ
من يعرفني
اصبحُ دونكِ من غير هويهْ
يا وطني
وطن الكوليرا
من طنجة
حتى صنعاءَ
مروراً بالنيلِ
وبالبحر الميّتِ
حتى عمّانَ
دمشقَ
وبغدادَ
وعفوكَ لو غابت عن بالي
بعض عواصمك المنسية
*************
حكّامكَ ياوطني
هل كانوا عرباً
ام غجراً
ام لقطاءاً خملوا الجنسية
أشرفهم من جاء بتوقيعٍ
او ختمٍ بالحبر السرّيِّ
من البيت الأبيض
صاروا حكّامكَ تجّاراً بدمنا
لم يأتوا بسلاحٍ نوويٍّ
او سفنٍ حربيّهْ
كي يرجعَ بيت المقدسِ
هم يخشون َ
ستغضبُ إسرائيل
فتحدثُ حربٌ كونيّهْ
ما زلنا نتشدّقُ
نذكرُ غرناطةَ
نحلمُ بالمجد العربيِّ
وبالعصر الذهبي
نتغزّلُ بالفتح الاندلسيِّ
ولكنّا نتجاهلُ مأساة فلسطينَ
وكيفَ أضعناها
بشعارات الوحدة والقومية
**************
ممنوعٌ في وطني
أن تعشقَ
أن تعلنَ
عن أسم حبيبتك الأولى
مسموحٌ ان يسلبها
منكَ السلطانُ والّا
يأمرُ بالقبض عليكَ
ويجعلُ من حبّكَ هذا
مفسدةً وقضيّهْ
من منّا يوقفُ مخموراً
من ساستنا
أو يسألهُ
كيف يقبّلُ راقصةً
من قدميها في ملهىً ليليّهْ
فهوَ لديهِ حصانتهُ
أن يأتي بالعهرِ
ليالٍ حمراءَ الى الفجرِ
يقيمُ صلاة الصبحِ
مئات الركعاتِ
فلا فرقَ
اذا كان توضّأَ بالخمرِ
فمعذورٌ
لو يجهل ُ احكام الصلوات الشرعية
*****************
مسموحٌ للحاكمِ في وطني
تعديل الدستورِ
لكي يبقى آلاف الأعوام
ولا يأتيهِ الموتُ
لديهِ حياةٌ أبديّهْ
*************
خبراءٌ في التعذيب لدينا
فسراديبٌ
أنفاقٌ
ومحاجرُ جداً سرّيّهْ
اصواتٌ من تحت الارضِ
وآهاتٌ تستصرخُ
لا تُسمعُ
من يسلمْ منها
يصبح خيرَ نزيلٍ
في مستشفى الامراض العقلية
***************
لكَ حقٌّ في وطني
أن تعصرَ بطنكَ
ان تشهرَ فقركَ
ان تذكرَ اعداد الايتامِ
ولكنْ ممنوعٌ
أن تنشرَ ذلكَ
في القنوات المسموعةِ والمرئية
****************
لا يقبلُ ساستنا
نُصحاً من أحدٍ
فلكلّ رئيسٍ حاشيةٌ
ولكلّ اميرٍ او ملكٍ وعّاظٌ
هوَ فيهم صار نبيّاً
أو ربّاً
يعلمُ اسرار الغيبِ
ويفقهُ في الكتب الدينية
****************
لا احدٌ
يقدرُ ان ينقلَ
أخبار البحر الابيضِ
فالغرقى ركبوا الموجَ
بغير جوازاتٍ
هي عاريةٌ
كاذبةٌ
فالبحرُ هو الغدّارُ
وما شأن الديوان الملكيِّ
وما ذنب رئيس الجمهورية
***************
أبناؤكَ يا وطني
عجزتْ منهم
ارصفة المدن الغربية
يلتحفونَ الليلَ غطاءً
لو نزلَ البردُ
وهاجتْ ريحٌ شتوية
ليس مهماً لو ماتوا
او صاروا ا أنقاضاً
تنقلها سيارات الزبّالينَ
بلا تغسيلٍ
أو تكفينٍ
لا شاهدَ للقبر عليهم
تبقى ذكراهم بين الاهلِ عزاءً
ومناسبةً سنوية
*****************
لا داعيَ في وطني
ان تصبحَ مجتهداً
او تبلغَ مرتبةً علميّهْ
فالتعييناتُ الى الاحبابِ
الى الانسابِ
وانْ كنتَ غريباً
لا تعرفكَ الحيتان البشرية
فارهنْ دار أبيكَ
لتعطيهِ رشاوى
دعماً للمجهود الحربيِّ
وسدّ النقص بعجز الميزانية
وعليكَ مطيعاً
ان تنسى سهرَ الليلِ
واحلام الزملاء الحلوةِ
أن تلغي أيام الكلية
لكنّكَ يمكنُ
أن تلقى عملاً
في سوق الخضرةِ
والبسطاتِ
وانْ ترغبْ
في بيع الشاي المتنقّلِ للسياراتِ
بقرب إشارات الطرق الضوئية
أحيانا تقديراً
لشهادتكَ العليا
يصدرُ مرسومٌ جمهوريٌّ
كي تعمل كنّاساً
بأجورٍ يوميّهْ
**** **************
لا تستغربْ لو تسمعُ في وطني
أنْ تدفعَ خمسون امرأةً
ديّةَ مقتولٍ
يتحرّشُ بالفتياتِ ولم يبقِ صبيّهْ
فالمرأةُ لا رأيَ
ولا إحساس لديها
بقوانين الأعراف القبلية
*******************
مسكينٌ وحدكَ يا وطني
ان يبقى حلمكَ
حلماً عربيّاً
أن يصحو شعبكَ
في كلّ زمانٍ لا يجدُ الحرية
لم تبقَ دموعٌ عندي
كي ابكيكَ وعذراً
لوجاءكَ نعيي
جُرحَ قصيدة شعرٍ
من يقرأها
يدرك انّي
في وطني كنتُ ضحيّهْ
..........................................



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق