أبحث عن موضوع

الخميس، 7 أبريل 2016

المشهد الثقافي العراقي في الربع الاول من العام 2016 ....................... بقلم : ادهام نمر حريز // العراق




شهد المشهد الثقافي العراقي في الربع الأول من عام 2016 تراجع ملحوظ كنتيجة للأحداث المضطربة التي يمر بها العراق من محاربة الإرهاب و تفشي الفساد و الفقر و البطالة و ارتفاع نسب الامية والجهل .
و عدم الاستقرار الأمني و التراجع الاقتصادي الكبير و تأثيره على حياة الناس .
وكذلك وجود الاحتجاجات و الاعتصامات المطالبة بالإصلاح و التغيير السياسي الشامل .
ووجود حالة من عدم الاستقرار السياسي و القلق من المستقبل الذي أستوطن في نفسية المواطن العراقي فكان كأمراضه المزمنة لا تفارقه ابدا .
حالها كحال العديد من المشاهد الجميلة و الإيجابية التي تتراجع و تنكفئ في حياتنا كمجتمع عراقي .
فلقد غادرتها الكثير من الاماني و فقدان الكثير من الإمكانيات و الطاقات الواعدة الخلاقة .
كتب مكدسة على الرصيف .
:::::::::::::::::::::::::::
عند مرورك في شارع المتنبي ( المتنفس الثقافية لبغداد و ملتقى المثقفين و الادباء فيها ) فانك تلاحظ تكدس الكتب على الأرصفة بمختلف الألوان و الاشكال , و بمختلف المواضيع و الطبعات .
ومن شتى الاتجاهات و التوجهات , ودور النشر و التوزيع .
التي لم يكن العراق يشهد في السابق كمثل هذه التنوع الان , حيث الا ممنوع و الا محظور .
الا ان رواد هذا الشارع و العاملين فيه يلاحظون ركوداً كبير و قلة أقبال , في دلالة عميقة على أزمة قراءة لم يشهد العراق لها مثيلا في الماضي .
ففي سبعينيات القرن الماضي كانت القراءة هاجس معظم الشباب المتطلّع للثقافة والحياة المليئة بالإنصات لقيم العالم، والإطلالة عليها من نوافذ القراءة المتنوعة المعمّقة ، حينها كانت الأجيال تتحاور بكل إصدار جديد يلقي ضياءه على واجهة المكتبات و يطرق سمع الشارع ليتصدر عنوانه الالسن و الاخبار .
ليكون موضوع يشبع نقاشا وتقييما، حتى كانت لأسماء في القصة والرواية والشعر والفكر والفلسفة تتداول وتنتشر كدلالة على التأثير الثقافي لهذه القراءة و أنتشارها , فكان مبدأ القراءة والاطلاع ممارسة يوميّة تلقي بظلالها على سلوك شريحة واسعة من المجتمع العراقي التي حملت سمة الثقافة وتزينت بها.
ورغم مرور العراق بفترات جعلت من النتاج الثقافي مقيدا بالحرب و باتجاه سياسي معين , الا ان للقراءة روادها , وللثقافة اتجاهها الثابت رغم الكم الهائل من التقييد السياسي , و محدودية المصادر و تحديدها بكل ما يبتعد عن مايسخط السلطات و الحزب الحاكم .
الأمسيات و الجلسات الثقافية , هل تغني المشهد الثقافي؟! .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
هذا السؤال ليس بجديد , فلقد طرح مرات عديدة , فبرغم ان هناك الكثير من الفعاليات و الامسيات و الجلسات الثقافية التي تعقد في المنتديات و المجالس و المراكز الثقافية , الا انها تبقى حالة خاصة بأفراد و جهات معينة , قد لا تمتلك حتى قاعدة جماهيرية أو شعبية .
و رغم عدم اقتصار الحضور على فئة عمرية محددة , و من المهتمين في هذا الشأن , الا انها تبقى حالة ( نخبوية ) غير مؤثرة في الشارع وغير فعاله فيه .
ولكنها تبقى مؤشر على حالة صحية , تدل على عدم موت الثقافة في العراق رغم ما تعرضت و تتعرض له خلال هذه العقود .
دور منظمات المجتمع المدني .
:::::::::::::::::::::::::::::
رغم مرور ثلاثة عشر سنة منذ 2003 الا ان دور منظمات المجتمع المدني في مجال الثقافي في العراق لايزال محدود التأثير .
واقتصر على ندوات و محاضرات وجلسات شبيهة بالجلسات و الامسيات التي تقيمها المراكز الثقافية و المنتديات .
وهي أيضا ذات تأثير محدود , لم يتضح له اثر أصلا في الشارع ولا حتى بين نخب المثقفين و الادباء .
وحتى  إصدارات او نشرات ولو دورية للعديد منها .
تأثير وزارة الثقافة على المشهد الثقافي .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لوزارة الثقافة اسم يدل على التأثير عليها , ولكن في الواقع هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة .
ولو أجريت دراسة او استبيان لتوضيح حجم تأثير الوزارة على الحالة الثقافية في المجتمع لصدمنا جميعا .
حيث لا تدعم الوزارة غير نشاطات دورية و مركزية محدودة في الكمية و التأثير .
تتحجج الوزارة بضعف الإمكانيات و إجراءات التقشف ( ولو ان هذا ديدن الوزارة ومنذ زمن طويل ) .
حتى ان المثقف و الاديب العراقي بات يعتمد كليا على نفسه ومن دون انتظار اي دعم من الوزارة ( التي كان من المفروض ان تقوم ولو بدعم لنشاطات و مؤسسات ثقافية او رعاية المواهب و المبدعين ) .
الحلول معدومة .
::::::::::::::::::::::::::::
ومع شدة التعقيد في المشكلة , فان الحلول هي الأخرى صارت شبة مستحيلة , أن الثقافة جزء لا يتجزأ من موروث الشعوب , وان قياس عظمة هذه الشعب لا تكون الا من خلالها .
فمن غير المعقول ان تكون هذه النتائج مجرد نتائج خالية من اي ابداع , مجرده من الإحساس ومن التواصل .
فهل كان هناك شعب ورث حضارة عبارة عن فنادق او مطاعم او كافيتريا , هل من المعقول ان ينحدر المجتمع الى درجة ان يعتبر القراءة شيء عبثي غير مجدي او نوع من الرفاهية و الكمالية .
أم هل من المعقول ان تكون الثقافة عبارة عن مسميات مفرغة من محتوياتها مجرده من روح الابداع و الموهبة الحقيقية .
لقد شهدنا تجارب عديدة لشعوب , مرت بحالة عصيبة و حروب طاحنه ولكنها ابدا لم تتخلى عن الثقافة و الابداع .
2016/3/26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق