أبحث عن موضوع

السبت، 9 أبريل 2016

أَتوَهمُ أحياناً .................. بقلم : عادل قاسم // العراق



انا المتكلمُ ابحثُ عن صُورتي في مدائنَ الخرابِ
بيدَ أني لم أزلْ يَتملكني الخرسُ والطرشُ
عندما تسلقْتُ جُدرانَ المَسجدِ القديم
في قريتِنا التي طَمَرَتْها الحروبُ والثارات
ولم يتبق سوى راسِ الهضبةِ الاصلع .الذي كانت تلتصقُ بحميميةٍ فيه القبورُ وتُحلقُ فوقَ تلالهِ التي تنزُ بالأنين عُقْبانٌ مُترفةٌ تُغني لهذهِ الفسحة الجميلة الممتدة . في ظُلْمة الليلة الموحشة. انا لم أزلْ مُتْرَفا بكلِ هذا الإرث .ادورُ بين بقايا الجدرانِ المتعفنةَ والمضمخة برائحةِ البارود والغبارْ. اتوهمُ الازقةَ التي الفتُها. أبوابها المشرعة اناسها الذين يجلسونَ تحتَ ظلِّ الجدران الطينية العابقة برائحةِ المِسْكِ والبخور يقصونَ بطولاتهم الخرافية اللذيذة .في الامسياتِ الناعسةَ يَتنفسونَ عَبْقَ الدُخانِ المعتقَ برائحةِ ارغفةِ السياح*
يتندرون بهوسٍ وبراءةٍ عن الافراحِ والليالي الملاح في الاهوارِ التي كانت مرتعاً لعَيشِهم الرغيد .اتجولُ مُمْسكاً بعكازي الذي لم يعدْ كلما توغلتُ في القُربِ من بقايا المساءات التي تآكلتْ سوى خيطِ دُخانٍ أكلَتهُ الحروبُ ولم يعدْ لصورتي من اثر في هذا الخراب الذي لم يعد صالحاً للوضوء

*-أرغفة تصنع من دقيق الرز في جنوب العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق