أبحث عن موضوع

السبت، 16 أبريل 2016

قصة قصيرة ................. بقلم : رفاه زاير جونه// العراق



دفء حنين، موج بحر من شوق يحمله للسعي لـ. حنين يهز مديات فؤاده. الكسير...ترميه في دهاليز الحياة المظلمة.. تمزقه الطرقات التي يسير فيها.. شعور واشتياق غريب يراوده كل يوم.. يرسم ملامحه على جدار الروح...... فؤاده صار خواء.. لا يقدر على سمع صداه.. كأن فراغه يمزقه أشلاء شاردة يحاور: اشتقت إليك.. فهلا نلتقى....اجعل لي عينيك بيتا. اسمعني كلمات برونق حب لا يعرف سوى منطقي....أتمنى ان أنزع منك فؤادك.. أضعه جنب فؤادي لأنه يؤرق مخدعي منذ أن توفي والده منذ شهر شعر أحمد أن السماء لم تتوقف عن الأمطار كأنها قررت مشاركته دموعه في أوجِ أيام العزاء ..توقف في منتصف ساحة المدرسة للقاء التلاميذ. لم يرم تحية الصباح عليهم كما كان.. تسمر جدار صمت يكتنفه. التلاميذ في حالة استغراب.. أيعقل درس رياضة في ساحة المدرسة والجو مطير قالها مراقب الصف: بعد أن احيط المدير علما. تتكرر حالة الشرود الذهني عنده. قام بزيارة طبيب الامراض النفسية لمرات عدة.. في احد الأيام استغرق في نوم عميق واضع رأسه على تلك المنضدة الخشبية التي طراوتها زهور برية ارجوانية.,زهور والده المرحوم قبيل وفاته بساعات. لم تذبل أسرة الزهور تلك بالرغم من مرور عدة أيامٍ عليها، كأنها تعِده بأن تزوده بذكرى أبيه ما بقِيت حية! نام وهو يحلم بوالده, يحلم بأنه قرر أخيرًا أن يضع رأسي في حجره يروي له قصة كما لو كان طفلا, لكنه استيقظ بضيق على صوت صفير الإبريق الذي يبدو بأن الماء فيه سينسكب للمرة الألف على الفرن محدثا بقعة صدأ ستزيد من قيمته في المزاد !.أطفأت النار و بدأ باحتساء الماء الساخن مع القليل من السكر فقط ،عادت بي الذكرى إلى والدي. بعد عشر سنوات و هو يتصرف بغرابه يعاني من نوبات غريبة, فيقف بالقرب من الباب يسأل زملائه برعب: من أنتِ! في كل مرة كان البعض يضحك وأخر يتعاطف مع تلك النوبة (التي حسبوها تمثيلاً) يردُ قائلا: أبي توقف عن ذلك, إنه يبدو حقيقا للغاية. يؤوم الجلوس على إحدى الكراسي ألخشبية يحدق في الأرجاء و سرعان ما يستعيد صوابه.. عاش في ظلامٍ معتم، الظلام الذي بدأ يكتسي وجهه .المشرفة التربوية لمادته أهدته باقة ورد يانعة تشبعت الأرض والهواء من رائحته كما المطر .توجه نحو حديقة المدرسة وهو يحدق بها. قطف باقة من الزهور ألجميلة مد يده اليها مناولا قائلا عزيزتي ضعيها في آنية على منضدة المطبخ. توجهت إليه بخوف وهي تمد يديها إلى يده لأخذ الزهور لكنه امسك بيديها قبّلها قائلًا: ما أجملك ماما؟!ابتسم عاد الى المنزل. استلقى على فراشه ثم ذهب للاعتناء بالزهور. ظل يحدق بها مسرورا.تذكر طيف أبيه، توجه لطيفه المختلق، والدموع تسيل مدرارا.جلس بجانب الورد وجهه قد بدا شاحبا. ظل يحدق نام بجانبها بشعورٍ لم يباغته من قبل. أمه بجانبه تنزف الدم بديلا عن الدموع. في فجر اليوم الثاني ذهب سامر كعادته للمدرسة وجد المشرفة المختصة امامه التي كانت والإدارة يعطفوا عليه كما لو كان صغيرا, بعد أن أدركت المشرفة التربوية المختصة حالته, قررت أن تعالجه نفسيا وتكلفه بعمل درس تدريبي أمام معلمي ومعلمات التربية ألرياضية( تنفيذ درس أمام الجميع) علما أنه يكن لها كل حب وتقدير، يشعر بها كأمه فكان يفصح لها عما يجول بخاطره بدفء وحنين .تكررت زيارتها للمدرسة، عرضت أمامه الدرس لمرات عدة ثم طلبت منه أن ينفذ هو. استجاب لها، تم تنفيذ مفردات الدرس كما خططت له صار سامر معلم نشيط كأنه ولد من جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق