.
لا اتذكر كيف تركت بيتي ، ولا اريد ان اعرف ذلك ، كان الدخان يتسلل عبر طابوقة تفتح ثقوبها ليلا ، تخرج منها أنياب كرؤوس البشر ، بيتي يحتفي بشياطين من الشتائم الكثيرة ، بعضها ينتمي الى ما بعد الحداثة ، والآخر لتعاويذ الحاج ( خريبط ) بعد طقوس الشتائم ، ترتبني كتب الفلسفة المدجنه على قياس غريب ، وعلى مهل تبيعني لذاكرتي الذي لا تميز بين مرحلتين من الطفولة . ربما فقدت معناها الحقيقي تترجمني للاشياء ، لكنني احببتها هكذا اشعر دائما انني ساهمت بتمردها على خلقتي طوعت عجينتها كما اريد ، كما اشتهي ، ارددها بصوت خفيض ،ثم يعلو تدريجيا حتى بات اصدقائي يرددونها مثل كردوس الحرب على صوت المزامير ، أو تجمعات المنشدين على جنائزنا في الغناء الاوبرالي لا احد يستمتع بصوت الرعد مثلي ، انا اعرف ذلك ، لكنهم ينتظرون النهاية ، ليضحكوا ، ضحكا مرا ، كانه بكاء المرايا على الشظايا ،
لا فرق ان تبكي ضاحكا أو مجهشا فكلاهما صوت من البقاء . انا لا اريد ان اعرف لما يفعلون ذلك ، وان كنت اشعر انهم يغنون
كمدينة عاقر ،
ولربما لقوافل الخيبات الدائمة ،
او وذلك ظن كبيرا يبكون لاهلهم الذين غيروا لغتهم ،
لا داعي لتلك الاحاسيس المبعثرة . ساعود لغرفتي الجديدة وادخن من جديد ، انفث الدخان بشراسة قبالة تلك الطابوقة ، اتوارى خلف الدخان لعلني انفد ليلا عبر تلك الثقوب الليلية ، سارشق حروفها حتى تتعرى امام الحقيقة سارمي المجاز والتورية ، في سلة قريبة من الالحان الصاخبة واعرف من يسرقها ، تبرع لي صديق يحب الدموع الصادقة والعيون الحمراء المفروكة بكتف اليد ،
بان يراقب كتل الحماسة الزائفة ،
وسيلقي القبض على حروفها المنهكة وبعدها اتفرغ لحروفي ، انعشها بدفقات من الحب الخالص ، لا بأس ، ينصحني الجميع بان اعتمد معايير البدانة الوطنية الراسخة البدانة التي نرسمها على جدران الوطن بلافتاتنا الكاذبة ، وصور النساء المخفية بمهارة من عيون السابلة ، انا اعرف ذلك ، وانت ياصديقي تعرف ،
لا علينا سوى ان نضحك ،
لسنا نادمين على شيء ، نسينا كيف يندم الانسان ، دعونا نغني كما يشتهي الليل وننتظر أن تفتح الطابوقة ثقوبها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق