من غابات الصنوبر الصامدة خلف جدار الصمت تصّعد تقاسيم ثائرة... تقاسيم تعزف الرفض في سيمفونية العصيان ...سفر يتموج ما بين غربة الريح ودعاء الشجر في رقصة الحلم الأخير.... تنتشي, تقفز بين الفصول كفراشة ثملى برحيق الربيع الآتي... لا نشاز للصورة سوى تلك الرواسب المبهمة لظلال الخوف المزمن... ذاك الخوف الراكد في ذاكرة الماء من وجع الطوفان الأخير ..... تتمرد على ثقل الخوف في أقدامك .... تنساب مع الصوت رويدا رويدا حتى آخر نشاز لغصن يكرر رقصة الغروب الحزين تقربا من حمامة تعوّد حضنها الدافئ في متاهات الليل...تمشي, ثم تمشي حتى آخر قطرة من صهيل الحلم النافر في عروقك ...... تستقبلك الشمس بأكاليل من قوس قزح كأول زائر يجتاز غابات الخوف القاتم ...تلتفت ناحية الغابة, يترائى لك الموج بحجم الجبل.....يا إلاهي لقد عبرت البحر دون أن ألامس الماء...!
*
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق