أبحث عن موضوع

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

الشجرةُ الباكية................. بقلم الشاعر سنان احمد حقي /// العراق


الشجرةُ الباكية..**
( قصيدة سبق نشرها )
لا زهرة َ عائمة ٌفي الكاسْ
لا قهوة َ تملأُ فنجاني
لا صوتَ لقضم التفّاح
لا زقزقةً ً في السدرةِ ، لا طيرا لا شمسا لا حبّاتِ مطرٍ لا ضحكاتٍ في الساحةِ لا رجلا يتحمّمُ في الغيثِ ولا شيئا حتّى لا أضغاثَ سنين..!
خبرٌ ..!
أمسِ اتى شيخٌ يصرخُ في الفجِر ويرفعُ في الناسِ عصاه
أخفوا أنفسكم عن وجه حقائق لا ترحم
واختبئوا
وليتخفّف كلٌّ منكم من كل الأشياء!
فرّوا
فكـُراتُ ألانوار السّحريّة ترقصّ في السّحَرِ الممحوّ
من ياتي بأقاحِ الأحراشِ الأزرق؟
فالفجرُ الغارقُ في أنوارِعذابات جحيمٍ مفقود
يوشِكُ أن ينفلقَ اثنين
فجرٌ يُشرقُ..
وغروبْ
الأقداحُ المتكسّرةُ اللماعةُ ما عادَ يُضئُ سناها
شوقا للأشياءْ
وحقولُ القمحِ الزرقاءْ
تُرسلُ في الصمتِ بكاءًونحيبْ
لكنّ الشمسْ
تتدلّى وسطَ الأقمار العشرين
قرصا أخضرَ يملأ صفحةَ نصفِ سماءٍ ورديّه
وصراخٌ كالأفعى يتجوّلُ في الأسواق
كالتنين الماكر
يخدعُ جدرانَ الأسمنتِ الأحمر
ويُصوّتُ تحتَ حذائي كالفستقِ بين الأسنان
شجنٌ صلبٌ وحكاياتٌ تتحطّمُ كالعشبِ وكالأشواك
آهِ لقد أوشكَ أن يأتي
عملاقُ التأنيبِ يُغنّي
يسخرُ
يمسحُ أنفهُ في كمّيهِ
والمدنُ الماسيّةُ في إغفاءةِ من ينشدُ رؤيا اليقظه
وبكائي يصدحُ في الطرقات
ممتزجا بنقيقِ ضفادعَ مختنقه
وصراصيرُ الحقل تُغرّدُ منتصفَ الليلْ
وأنا أركضُ ، ألهثُ لكنَّ عواءَ الذئبِ يظلُّ بعيدا
وبُكاء شيوخٍ يتهدّجُ.. يَرثي الزنجيَّ المقتول
وهو مضرّجُ بالدّمِّ وبالقشِّ وبالصّبّيرْ
لا..لا تبكوا جوهرّ أو مرجانْ
فالحبّ الأعمى لا يغتالُ النخلّ ولاالنخلُ يُطاطئُ للحبِّ الهامْ
أمسِ بكينا ياللحسرةِ لكنّ دموع عيون الناسْ
أغرقتِ الزنجيّ الميّتَ بألالوانٍ البنّيّه
وسكبنا أدمعَ من عطرٍ باريسيٍّ هفهاف
يا صمتّ الثلجِ لماذا ؟
يا قهرَ البحرِ لماذا ؟
لا تتنهّدُ أو تتأوّهُ أو تتكلّم؟
ها نحنُ توغّلنا في غاباتِ الآلام
وبكيناكَ فراقا وأنينا وحُثالاتٍ من رقصٍ تافه َ ممزوجٍ بأغانٍ هابطةٍ ليسَ لها معنى!
....
أُفُقٌ من نخلٍ مقطوعِ الرأسْ
منتصبٌ كاساطين الأغريق
يعوي وسحابٌ يُمطرُ حبّا لم ينضجْ بعدْ
وشتائمَ ترحلُ في عرباتٍ وخيولٍ نحو الغابات ونحو الشجرالباكي**
لكنّ القططَ َ النائمة َ عند ثمار المانجو
تُمسخُ أعضاءَ عصاباتٍ ورجالا ومسدّسُ كلٍّ منهم
محشوٌ بالنارْ
...يخلعُ أعضاءُ عصاباتِ النارِ ثياب القتلِ ويتّجهون إلى النهر
يتحمّمُ نصفٌ منهمْ ويُراقبُ نصفٌ آخر
حتّى يأتيهم شيخٌ بثياب البجعِ الأبيض
فيُحلّقُ بعضُ رجال عصاباتِ النارِ
ويعودُ الحرّاسُ إلى بعضِ ثمار المانجو
قططا زرقاء العينين ِ..
وخضراءَ العينينْ
نائمةً فوق إناءِ مفروشٍ بحريرٍ أحمر ..أو أصفر ..
لا أحدَ يعلمُ ما حلمُ القططِ الورديّة !
فخيوطُ النّورِ القُزحيِّ تُحيلُ البهجةَ رعبا والحبَّ هباءْ
....
وصراعاتٌ كبرى وحروب
وحروبٌ وصراعاتٌ كبرى
ثمّ حروبْ
ومحاربُ يجلسُ فوق الصخرةِ يُشبهُ تمثالَ مفكّرِ رودان!
معهُ زقٌّ يكرعٌ منهُ قليلا
ويُغنّي
وغصونُ شجيرات البغضاء تُدندنْ
والآلامُ تراءى كالأشباحِ ومن ثمّ تغيب
قتلٌ وحروبٌ وكراهيةٌ عمياءْ
قتلٌ هادئُ عند خرير الماء
عند هديل الوِرقِ على منحدرٍ هارٍ متداعي
عند الجسرِ الخشبيِّ
كان القتلُ الدامي يجري
كهدوءِ طلوعِ الظلمةِ والليلِ على الأحراش..
وكراهيةٌ تجري في الناسِ بصمتْ
لا شئَ سوى اللاشئ
لا شئَ سواه
لا ..
لا زهرة َ عائمةٌ في الكاسْ
لا قهوة َ تملأُ فنجان الناسْ
....
من يرغبُ أن يأتيني بالمعشوقِ المرتعشِ الأطراف
أو بالمحبوبِ وعيناه تفرّ من الرعبِ إلى آلاف الأنحاء
يا قلب..
يا ملكَ الذ ُّعْرِأجـِبْ
هل كانت غانيتك الحسناء؟
تنثرُ أحزانا فوقَ رؤوس الجانْ؟
بغيةَ أن تُبقيكَ أسيرا
مسحورا ؟
تمسخَ عينيكَ لآلئَ تنظمها في عقدِ المخمورين
الحانةُ مغلقةٌ
ونداءُ الفجرِ يضوعُ بعطرالخلجاتِ الحانيةِ الإبهار
دعني امضي
دعني أختم أغنيةً وحكاياتٍ ليس لها خاتمةٌ أو وقْعُ نهايهْ
أقدامٌ ذاهبةٌ
أقدامٌ آتيةٌ لكنَّ الزنبقّ في زُهريتهِ السوداء ْ
يشربُ من ألقِ مرايا فضيّهْ
كأسا مُترعةً
بالشّوقِ إلى عينيكِ ولكن لا زنبقة ً في زُهريّتكِ السوداء
والزّنجيُّ مُسَجّىً فوق دماءٍ زرقاءْ
وبكاءُ النسوةِ يخفتُ حينا ، وصراخٌ يعلو حينا آخر
وعباءاتٌ سوداء
فعباءاتٌ سوداءٌ فعباءاتٌ سوداء
فعباءاتٌ سوداءُ عباءاتٌ سوداءُ عباءاتٌ سوداءْ
...

‏الشجرةُ الباكية..**

                  ( قصيدة سبق نشرها )

لا زهرة َ عائمة ٌفي الكاسْ
لا قهوة َ تملأُ فنجاني 
لا صوتَ لقضم التفّاح
لا زقزقةً ً في السدرةِ ، لا طيرا لا شمسا لا حبّاتِ مطرٍ لا ضحكاتٍ في الساحةِ لا رجلا يتحمّمُ في الغيثِ ولا شيئا حتّى لا أضغاثَ سنين..!
خبرٌ ..!
أمسِ اتى شيخٌ يصرخُ في الفجِر ويرفعُ في الناسِ عصاه 
أخفوا أنفسكم عن وجه حقائق لا ترحم
واختبئوا
وليتخفّف كلٌّ منكم من كل الأشياء!
فرّوا
فكـُراتُ ألانوار السّحريّة ترقصّ في السّحَرِ الممحوّ
من ياتي بأقاحِ الأحراشِ الأزرق؟
فالفجرُ الغارقُ في أنوارِعذابات جحيمٍ مفقود 
يوشِكُ أن ينفلقَ اثنين
فجرٌ يُشرقُ..
وغروبْ
الأقداحُ المتكسّرةُ اللماعةُ ما عادَ يُضئُ سناها
شوقا للأشياءْ
وحقولُ القمحِ الزرقاءْ
تُرسلُ في الصمتِ بكاءًونحيبْ
لكنّ الشمسْ
تتدلّى وسطَ الأقمار العشرين 
قرصا أخضرَ يملأ صفحةَ نصفِ سماءٍ ورديّه
وصراخٌ كالأفعى يتجوّلُ في الأسواق
كالتنين الماكر
يخدعُ جدرانَ الأسمنتِ الأحمر
ويُصوّتُ تحتَ حذائي كالفستقِ بين الأسنان
شجنٌ صلبٌ وحكاياتٌ تتحطّمُ كالعشبِ وكالأشواك
آهِ لقد أوشكَ أن يأتي 
عملاقُ التأنيبِ يُغنّي
يسخرُ
يمسحُ أنفهُ في كمّيهِ
والمدنُ الماسيّةُ في إغفاءةِ من ينشدُ رؤيا اليقظه
وبكائي يصدحُ في الطرقات 
ممتزجا بنقيقِ ضفادعَ مختنقه
وصراصيرُ الحقل تُغرّدُ منتصفَ الليلْ
وأنا أركضُ ، ألهثُ لكنَّ عواءَ الذئبِ يظلُّ بعيدا 
وبُكاء شيوخٍ يتهدّجُ.. يَرثي الزنجيَّ المقتول
وهو مضرّجُ بالدّمِّ وبالقشِّ وبالصّبّيرْ
لا..لا تبكوا جوهرّ أو مرجانْ 
فالحبّ الأعمى لا يغتالُ النخلّ ولاالنخلُ يُطاطئُ للحبِّ الهامْ
أمسِ بكينا ياللحسرةِ لكنّ دموع عيون الناسْ 
أغرقتِ الزنجيّ الميّتَ بألالوانٍ البنّيّه
وسكبنا أدمعَ من عطرٍ باريسيٍّ هفهاف
يا صمتّ الثلجِ لماذا ؟
يا قهرَ البحرِ لماذا ؟
لا تتنهّدُ أو تتأوّهُ أو تتكلّم؟
ها نحنُ توغّلنا في غاباتِ الآلام
وبكيناكَ فراقا وأنينا وحُثالاتٍ من رقصٍ تافه َ ممزوجٍ بأغانٍ هابطةٍ ليسَ لها معنى!
....
أُفُقٌ من نخلٍ مقطوعِ الرأسْ
منتصبٌ كاساطين الأغريق
يعوي وسحابٌ يُمطرُ حبّا لم ينضجْ بعدْ
وشتائمَ ترحلُ في عرباتٍ وخيولٍ نحو الغابات ونحو الشجرالباكي**
لكنّ القططَ َ النائمة َ عند ثمار المانجو
تُمسخُ أعضاءَ عصاباتٍ ورجالا ومسدّسُ كلٍّ منهم 
محشوٌ بالنارْ
...يخلعُ أعضاءُ عصاباتِ النارِ ثياب القتلِ ويتّجهون إلى النهر
يتحمّمُ نصفٌ منهمْ ويُراقبُ نصفٌ آخر
حتّى يأتيهم شيخٌ بثياب البجعِ الأبيض
فيُحلّقُ بعضُ رجال عصاباتِ النارِ 
ويعودُ الحرّاسُ إلى بعضِ ثمار المانجو
قططا زرقاء العينين ِ..
وخضراءَ العينينْ
نائمةً فوق إناءِ مفروشٍ بحريرٍ أحمر ..أو أصفر ..
لا أحدَ يعلمُ ما حلمُ القططِ الورديّة !
فخيوطُ النّورِ القُزحيِّ تُحيلُ البهجةَ رعبا والحبَّ هباءْ
....
وصراعاتٌ كبرى وحروب
وحروبٌ وصراعاتٌ كبرى
ثمّ حروبْ
ومحاربُ يجلسُ فوق الصخرةِ يُشبهُ تمثالَ مفكّرِ رودان!
معهُ زقٌّ يكرعٌ منهُ قليلا
ويُغنّي
وغصونُ شجيرات البغضاء تُدندنْ
والآلامُ تراءى كالأشباحِ ومن ثمّ تغيب 
قتلٌ وحروبٌ وكراهيةٌ عمياءْ
قتلٌ هادئُ عند خرير الماء
عند هديل الوِرقِ على منحدرٍ هارٍ متداعي
عند الجسرِ الخشبيِّ 
كان القتلُ الدامي يجري 
كهدوءِ طلوعِ الظلمةِ والليلِ على الأحراش..
وكراهيةٌ تجري في الناسِ بصمتْ
لا شئَ سوى اللاشئ
لا شئَ سواه
لا ..
لا زهرة َ عائمةٌ في الكاسْ
لا قهوة َ تملأُ فنجان الناسْ
....
من يرغبُ أن يأتيني بالمعشوقِ المرتعشِ الأطراف 
أو بالمحبوبِ وعيناه تفرّ من الرعبِ إلى آلاف الأنحاء
يا قلب..
يا ملكَ الذ ُّعْرِأجـِبْ 
هل كانت غانيتك الحسناء؟
تنثرُ أحزانا فوقَ رؤوس الجانْ؟
بغيةَ أن تُبقيكَ أسيرا 
مسحورا ؟
تمسخَ عينيكَ لآلئَ تنظمها في عقدِ المخمورين
الحانةُ مغلقةٌ 
ونداءُ الفجرِ يضوعُ بعطرالخلجاتِ الحانيةِ الإبهار
دعني امضي
دعني أختم أغنيةً وحكاياتٍ ليس لها خاتمةٌ أو وقْعُ نهايهْ
أقدامٌ ذاهبةٌ 
أقدامٌ آتيةٌ لكنَّ الزنبقّ في زُهريتهِ السوداء ْ
يشربُ من ألقِ مرايا فضيّهْ
كأسا مُترعةً
بالشّوقِ إلى عينيكِ ولكن لا زنبقة ً في زُهريّتكِ السوداء
والزّنجيُّ مُسَجّىً فوق دماءٍ زرقاءْ 
وبكاءُ النسوةِ يخفتُ حينا ، وصراخٌ يعلو حينا آخر
وعباءاتٌ سوداء
فعباءاتٌ سوداءٌ فعباءاتٌ سوداء
فعباءاتٌ سوداءُ عباءاتٌ سوداءُ عباءاتٌ سوداءْ
...
ـــــــــــــــــــــــ
**هناك شجرة كبيرة خيطيّةالأغصان ، إبريّة الأوراق رأيتها في أوربا تُسمّى الشجرة الباكية ، تبدو من بعيد كرأس فتاة شعثاء

سنان أحمد حقّي
دهوك في 12 تشرين الأول 2012

.‏
ـــــــــــــــــــــــ
**هناك شجرة كبيرة خيطيّةالأغصان ، إبريّة الأوراق رأيتها في أوربا تُسمّى الشجرة الباكية ، تبدو من بعيد كرأس فتاة شعثاء

سنان أحمد حقّي
دهوك في 12 تشرين الأول 2012

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق