أبحث عن موضوع

الاثنين، 12 ديسمبر 2022

التطبيع مع الزحمة بلا شروط ............. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق



من ضروب المستحيل
اعادة انهار الصفاء
بينهما الى مجراها الطبيعي،
انا بهشاشة تحملي
ربما بأنفاسي التي تلهث
هاربة من صدري الى المطلق
عندما يحاصرني ذلك العدو الشرس والآخر..
زحام الاماكن واكتظاظ زواياها..
حينما تطبق بأكف القسوة على اجساد البشر..
بالنسبة لي تجتاح حدود صبري
فتنفذ الى لحم طاقتي
المبعثرة على فراش الضجر..
غارق انا في اوحال عرقي
المتوحد مع صهب الاجساد
التي تنتحر في اتون
التلاصق والتصادم وعنف اللحظات..
عندما تعجز الاماكن
عن ان تحتوينا
ويهرب البراح الى شقوق الضيق
تتلاصق كحبات قمح على جسد سنبلة..
نختنق كسمكة على شاطئ نهر..
تخترق العصفور النار..
الزحام ثقافة جديدة
اقتحمت حياتنا
تضغط على اعصابنا
تتصارع طوال الوقت
مع عقولنا ومشاعرنا
كي نتقبلها ونتعامل معها
بصورة طبيعية
تدعونا الى التطبيع معها بلا ايّ شروط..
والتقط انفاسك صورة من ايّ زوايا الكون
لن تكتشف الاّ زحاما يصيبك بالغثيان..
الارض انها تلقينا جميعا
دون ان نتعاطى الزحام
في اطباق طعامنا او في فناجين قهوة احلامنا
او تحت ملابسنا الخارجية منها والداخلية
مكننا في لهاثنا المحموم
نحو اشباع حاجات الانا والذات المطلقة..
سقطت منا شارة العدل والايثار
على ارصفة الحياة..
فراغ هائل بلا حدود
لا تدركه ابصار الادنى من الناس
ينهم به قلة من الاقوياء والمحظوظين..
وشقوق ليلية الايقاع..
حجرية المرددات
لعنتها خرساء
اضواؤها عمياء
تضم تحت اضلاعها المتوحشة معظم القطيع من بني البشر..
اولئك الضعفاء المطحونين المعجونين
من قمح المعاناة
والسابحين في اتون الكد وصهد الشقاء..
كم يصبح العنف يسيرا في زحام الامكنة..
بقد ما تتقارب الرموس..
تتباعد النفوس وتتنافر المشاعر والاعصاب..
يسيل دم الحبّ على ارصفة الضجر..
يتسرب من ثقوب الملل والقرف والضيق،
ايتها الارض فجرّي فينا ينابيع الصبر والتحمل،
علّنا بتلك المنحة نبدأ التطبيع مع الزحام رغم قسوته ووحشيته...


العراق/بغداد
6/12/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق