أبحث عن موضوع

الاثنين، 12 ديسمبر 2022

نص سردي ((ابتسمي فالحياة جميلة)).......... بقلم : أميرة إبراهيم- سورية



هذا ماكنت أردده صباحا بعد رؤيتي لحلم جميل، ابتسمت وكلي أمل أن يكون يومي مختلفا، جهزت قهوتي وجلست قرب نافذتي المطلة على الشارع تابعت القليل من أخبار الأصدقاء وذهبت لعملي مشرقة الوجه والروح.
في العمل تصادفك نماذج لأشخاص مختلفين عليك أن تستوعب الجميع بابتسامة، يمر الوقت والتعب يرافقني مثقلة ببعض الهموم التي صادفتها، أرمي بتعبي كحمل ثقيل لأجهز طعام الغداء وعلى مضض أتناوله مسرعة لينال فكري وجسدي بعض الراحة
الجو حار جدا لدرجة أنك تود لو ينتهي هذا الصيف بسرعة والكهرباء تأتي كالضيف(مرحبا ...أتيت .باي) رغم كل العرق المتصبب مني إلا أني أبتسم في مرآتي وأحضر قلمي ودفتري فهناك الكثير من الأفكار عالقة داخل مخيلتي أود لها أن ترى النور.
أعددت كوب شاي كبير بماء يكاد يكون دافئا فليس هناك ما أشعل به فرن الغاز (لاكهرباء ولاغاز) جلست في زاويتي المعتادة قرب النافذة وبدأت أسرح بخيالي، صور وأحداث لقصة تدور في مخيلتي منذ أيام وهي تحتاج لهدوء لتكون على أوراقي كما أريدها، وفجأة في هذه اللحظات أسمع صوت جارنا الذي يجلس أمام دكانه المقابل لنافذة بيتي، الحقيقة لم يكن صوتا واحدا فقط بل تعددت الأصوات(طبيعي جدا) فجاري المتقاعد ليس له عمل يشغله ولاوظيفة تلهيه، هو متفرغ تماما للحديث مع كل من يمر أمام دكانه، طفلا كان أو امرأة ...شابا غريبا أو سيارة مسرعة أو بائع خردة أو..او..أو .
يتطور الحديث بينه وبين بائع الخضار الجوال الذي مر فجأة من أمامه يناقشه جاري في أسعار الخضار والغلاء وأماكن زرع الفواكه وغيرها، جاري يفهم ويناقش في كل الأمور ولاتخفيه خافية، أغلق الشباك رغم حرارة الجو وانقطاع الكهرباء عسى أن أبدأ بكتابة ماأريد، يمر فجأة صبية يلعبون بكرة قدم يتقاذفونها فيما بينهم وهنا أكتشف أن جاري كان حارسا قديما لايسمح لكرة أن تمر بشباك هو حارسها، أنتظر قليلا...أتمشى في البيت ...أدس في فمي سيجارة أنفخها أمامي وأستغفر ربي مرات ومرات.
بعد مضي بعض الوقت هدوء جميل يسكن الحارة، أبتسم ولاأتكلم بكلمة كي لاأحسد نفسي، أفتح شباك الغرفة وآخذ نفسا عميقا ورشفة شاي (لابأس وإن كان قد برد لكنه لذيذ) ما أن أمسك بالقلم حتى يعاود صوت جاري كالصاعقة وهو يتحدث بالهاتف الجوال مع أحد الشباب، لاألومه أبدا فالموضوع الذي كان يتحدث عنه مهم جدا كيف لااا؟ وهو يقنع ذاك الشاب بالعدول عن السفر خارج البلد وبعد فشله في اقناع الشاب يذكره بكل الأوراق المطلوبة وكأنه موظف في قسم الهجرة والجوازات، أغلقت النافذة وقررت الذهاب إلى الغرفة الأخرى علني أنعم بقليل من الهدوء.
أمسح قطرات العرق من جبيني فقد عدلت عن الكتابة وقررت أن أقرأ رواية قد أنهيت جزءا منها منذ أيام، حقا رواية جميلة ماتعة تشد القارئ إليها، ماهي إلا دقائق وإذ بصراخ جارتنا التي تسكن بالبناية الخلفية لبيتي وتتعدد الأصوات والشتائم والصراخ ويتدخل في حل المشكلة كل صغير وكبير .
أغلقت دفتي الرواية ووضعتها جانبا بانتظار أن تهدأ الأصوات خارجا ولكني كالحالم بشربة ماء في صحراء، حلم وسراب.
لقد تجاوزت كل مامر معي من منغصات لهذا اليوم ونظرت لنفسي في المرآة
(ابتسمي...يلاااا)
أمسكت الموبايل لأتصفح قليلا في الفضاء الأزرق علني أريح نفسي قليلا وماهي إلا دقائق وينطفئ الجهاز بسبب نفاد الطاقة فيه.
أهرب من نظراتي في مرآتي لأنني لو فعلت لأخرجت كل مابداخلي من عواصف وزوابع والعاقبة لن تكون حميدة.
( هل سيكون الغد أجمل....؟)
هذه الجملة الوحيدة التي كتبتها في صفحتي المهيأة للكتابة .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق