أبحث عن موضوع

الجمعة، 16 أبريل 2021

تـــــــــحالف دم ............... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق

--------------------

اشتعل وجهي

 كأني ابتلعت شمسا في جرعات 

 غضب شديد 

 لم يفسح مجالا لذرف دموع 

أقلب مخيلتي 

  لتذكر شهور حياتي الاولى

 في  المدينة وبعض ايام رحلتي 

احتضر امامي صديق

 حشرجات

 تأوهات

 اكبر مما يتناسب مع طبعه الرصين

  امسك به الموت وهزه على هواه 

 الحداد يبتلع الحياة 

 ما اشعر به 

لا كلمات لدي لوصف صديقي

  اعرفه منذ ان وقعنا معا

 ـ تحالف دم ـ 

صديق وحيد اضع صورته على مذبح مقدساتي 

 رفعوا النعش 

اروي ازهاره بدموع لا عزاء لها

 اشعر بوطأة الاسى 

 لا أنسى شيئا بذاكرة مجربة ومدققة 

.بقيت غارقا صمت

  بلا نسمات بلا اصوات 

 صمتت العصافير 

   لا تصدر الشاحنات صوتا عند توقفها 

 الموت يمضي مكشرا عن انيابه عبر البيت كله 

لا يجد شيئا

  رحل الصديق بتوديعي

  مواصلة البقاء ليس في متناول اليد 

إننا لا نحاول ابدا ما هو غير مستطاع 

 أشعة الشمس لم تبدد رائحة الموت النفاذة

  تغلغلت في ورق جدران غرفة النوم 

 لا توجد حياة سأتخيلها

 برغبة شديدة تحولها في لحظة ما

  دافع حتى لو سحقني الواقع 

 وحولني الى هلام

 واعادني الى الطين والروث الاصلي 

اذا ما نكروا علي العالم

  اخرج بنفسي في طلبه البحث عنه 

 يشعلون الحاضرة الجميلة

  طُعنتُ بخنجر الهجرة

 عقابا على جريمة لم اقترفها

 سوى اني احلم بالأمان 

 الحياة ليست سوى ومضة 

 اشارة سعادة  

عاصفة تطوح بأوراق الخريف المتيبسة في الساحة 

 تتراكم المحن

 تخرج الى الضوء الوحوش القابعة في الظلمة الداعرة 

تكشف عن اسنانها الشرهة 

 لا اعرف 

 الحياة كلها حصار

 ترقب الومضات الخاطفة 

 حيواتنا مصنوعة من عدم اكتراث 

 فئات صفاء تحكي منها حكاية 

 السنوات تمضي راكضة 

دون جهة محدودة 

جامحة في عتمة الازمنة 

ما نسميه حياتنا

تظل على هذا المنوال 

 تتسرب حزمة ضوء

 لا ندري كيف صارت الشمس في بيتنا 

 اتلهف لتسريع المستقبل 

المرء يمكنه ان يصدق 

 تقترب سنوات العمر من الاكتمال 

 لم أشأ  اقول شيئا

  كنت موقنا 

 اذا ما كسرت الصمت

  شيئا فجا سوف يفلت من شجرة غير موجودة 

 للمرة الاولى في حياتي 

انصهر الزمن في برهة واحدة 

 غمامة ضباب من الماضي

 متحللة في دفقة شمس 

المستقبل يمكن له ان ينتظر

   متضمن في الحاضر

  يمتد على طول الطريق العام 

 أتروى أهدئ بنفسي

 أهدئ

 تسرع قلبي

 أكبح جماحي

 كي لا تبتلع انفعالي الذكرى 

لا اريد لشيء ان يطفح 

 سيعني لحظات 

لا تنتمي اليَ لحظات اكبر مني 

الذكريات تمتاز بميزة

  تقنع صاحبها  يكون سعيدا 

رغم اقتناعه الاكيد باستحالتها 

السعادة مسألة درجات

 من يعي هذه الحقيقة قلما يكون تعيسا 

 انها مسألة غريبة حقا

 مسألة انعدام الامل

 يستوطن في داخلنا 

شعور بعمق ذلك الشعور

  لا يعود يقوى على البوح بكلمة الانا 

 يريد فقط ان يبقى على قيد الحياة 

 يبقى من ضمن الوجود فقط 


العراق/بغداد

10/4/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق