أبحث عن موضوع

الجمعة، 16 أبريل 2021

حَان الوُصول .............. بقلم : جميلة بلطي عطوي _ تونس




قيْدَ خطوة ووُصول

تتدحرحُ الصّخرة

تجرفُ في طريقها الجهد المقطوع

قيْدَ الحيرة 

تتربّعُ على مسافة الضّرْب

أحجيةٌ عجيبة

فيها تدور الأطيافُ حول بئر قديمة 

تُهاتفُ القعرَ المظلم

تُسائلُه عن اللّغز

عنْ يوسف والخديعة

عن الوطن

هلْ يمكنُ أنْ يعيش مناه.


قيّد خطوة ووُصول

يعلُو صوتُ النّفير

ينعى السّلام في الأرض الكئيبة

إليها تمتدّ أيدي الأخطبوط

تُكمّمُ الأفواه،

تمتصّ خرير السّاقية 

فلا ماء..

لا زهر..

لا حقول تبشّرُ بالسّنابل المثقلات.


في غياب الخطوة 

يستشري القنوط،

يبيع الصّباح  نوره للمساء،

تتوارى الشّمسُ خجلا 

تخشى على الأرض العطشى مزيد الشّقاء.

في غمرة البحث عن الخطوة الضّائعة، 

عنْ علامة للوُصول،

يظلُّ البرعمُ مندهشا،

يهزُّ رأسه في أناة.

في أناة يسرّحُ البصر بعيدا،

يستقرئ أحوال الطّقس،

يسأل الأثير عنْ خفاياه،

عن الغيمة والزّوبعة، 

عن الهَطْل يملأ دلاء السّقاة،

يُرجعُ النّبض إلى الخميلة، 

يُبلّلُ رمق سيزيف

فيجمعُ جهدهُ المتناثر في العقبة، 

يتنفّس.. يتنفّس..

يستذكرُ أغنية صباحيّة 

فأليّة الصّدى، 

عميقة الرّؤى،

تتغنّى بملحمة البحّار 

عاشق المحار،

المغامر في لُجج التّاريخ،

يفكُّ الطّلاسم العويصة 

ولا يرضى بغير الفوز هديّة يقدّمها للمتعبين،

يعودُ إليهم حاملا عرق السّنين، 

مُلوّحا بقميص يوسف،

بنفحة الورد، 

بزهر اللّوز يتحدّى الصّقيع،

بالنَّوْر على عاتق الخميلة 

يتوّجُ البرعم الثّابت 

يزفُّه دَوْحا

عليه يهزج الوقت بكلّ الألوان، 

يردّد في ابتهاج، 

زغردي أيّتها الجميلة 

صالحك ذلُلُ السّحاب 

وهتف الحادي .. حانَ الوصول.

6 / 4 / 2021



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق