أبحث عن موضوع

الجمعة، 16 أبريل 2021

تـــعري النـــهر الضـــرير............ بقلم : المفرجي الحسيني // العراق

---------------------------------*

كنت في عسكر الفقراء ،أقاتل عن حلم  ،يرى على نور الشمس ،من فوق النهر الضرير ،أنام، أصحو، أعدو، أكبو ،تعثر حلمي ،تأبطت سلاحي بأحلامهم سبقني الاصدقاء الى معسكر الشمس ،غرموا بالضوء ، قد هزلت أجسامهم في الزنازين، وتحت السياط ،قضى الصبح نحبه في عيونهم ،تعالت رؤوسهم ،أضرمت نيرانهم ،أحلامهم خصبة ،أثمرت

حيا نلمس الراحلين وأحلامهم ،نلمس التراب المخضب بدمائهم ،عبرت بحر العشق ،أدركني عطش الشوق ،لسعت قدماي ولم أبكٍ ،لجمت دموعي ،أرخت حنجرتي للصوت ،تعالى الغناء الحزين ،غنيت وأنشدت لقريتي، ،المستباح دمها ،من أصابعي المدماة ،صنعت مزاميرا ،أشعلت النهار بأغانٍ ،عجنت تراب الارض بها ،خبزا للفقراء ولكل عصفور ويمام

قريتي آمنة، ادخلوها بسلام ،أشبعوا جوعكم على بابي أول الاحلام تقترب المسافات ،يأتي زمن النور... لون أغانينا كئيبا أسودا ،بكائنا ونحبنا عميقا محترقا ،نخيلنا يتعرى عند أبواب الكآبة ،ربيعنا عامه قاس ،وجوهنا شققتها الرمال ،ورياح معمدة بالعار ،تعلمنا الكتابة بالنار ،غسلتنا مياه نهرنا ،نسافر ،دمائنا نهر ،نهبط على ضفاف الفقراء ،نصطدم بعيونهم المذعورة ،حجارة مركونة على الشاطئ ،صرنا حجارة النار ،نحلم بالليل ،وجوهنا ترتدي لون الاحزان، يثمر دم على الحجارة ،لا نركع ،أرضنا ، قريتنا نرتدي حزنا عميقا  نرسم صلوات على جرح أعمارنا ،قبل ولادتي ،كانت القرية حبلى بالشوق، أفراحها كالصيهب المحاصر في موسم النار... جرحي صحراء، تركض فيه الأيام، يهلّ رملا ، يدخل العيون ،ينقب جوعي من أرض الزمن العاثر ،أطفالنا المجروحة، المصلوبة، غدت كهولا بلون التراب ،لغتنا مشنوقة في شفاهنا ،أرضنا، جروحنا.. بالدم احترقت أمطارنا ،قطار الأيام سار على صدورنا ،سقطت شمسنا ،صوت  صهيل الجروح عالية، الباكية، المجبولة بالدم ،ظلها تقشر ندبا في جسد الجوع ،وجهي آنية ملح ،نفق الفقراء المتسكعين في الليالي الظلماء ،لِم النطق؟ ماتوا صمتا ،كل العدل والحبّ، مات ،هجرنا زمن الرمال اليابسة واختفت من سواحل البحار...



العراق/بغداد

12/4/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق