أبحث عن موضوع

السبت، 20 مارس 2021

تكيف / ق.ق ................ بقلم : خديجة ناصر _ المغرب




مراد، شاب حاصل على الإجازة... تقدم لاجتياز كل المبارات المعلن عنها في الصحف و المواقع الإجتماعية، لم يسعفه الحظ في النجاح بأي واحدة منها...لا يملك مالا لإقامة مشروع تجاري أو غيره. لم يعد يطيق ان يكون عالة على والده العسكري المتقاعد الذي لا يغطي مدخوله مصاريف العائلة... اقترض مراد بعض النقود من زوج اخته و اشترى علب سجائر من النوع الرخيص لبيعها ، بالتقسيط, في ورشات البناء و امام الثانويات، حيث ميزانية هذا الصنف من الزبائن لا تسمح باقتناء علبة كاملة و من نوع رفيع...استمر على هذا الحال و كسب بعض المال... لحقت بالبشيرة كارثة وباء كورونا...فرض الحجر الصحي و اغلقت بسببه المؤسسات التعليمية و توقفت عن العمل عدة ورشات بناء. انقطع مدخول صاحبنا مراد عائدا بذلك إلى النقطة الصفر...فكر مليا في مشروع ياسير الظرفية الراهنة... من الإجراءات الإحترازية لمحاربة العدوى بكورونا كان الزام المواطنين بوضع الكمامة في الأماكن العامة و تغريم كل مخالف لهذا الإجراء... رأى مراد فرصة له في هذا الإجراء، خاصة و هو يعلم ان الإنسان في زحمة الحياة قد يصاب بالنسيان ...نسيان و ضع الكمامة....اقتنى من المركز التجاري الكبير كمامات بالجملة...اصبح يطوف بها على مداخل المراكز و الإدارات العمومية و الخصوصية, كلما رأى شخصا يهم بدخولها بدون كمامة، عرض عليه سلعته و بثمن مضاعف ... الرجال كانوا أغلب زبائنه لأن النساء, خاصة المحجبات يتحايلن على الموقف بوضع طرف من الشال على الانف و الفم....ذات صباح و هو خارج من المنزل، منشغل  بوضع الكمامات في المحفظة التي يحملها على ظهره، و قفت بجانبها سيارة الشرطة...نزل شرطي و تقدم صوبه...ارتبك  مراد لمجرد رؤيته، طلب منه الشرطي  بطاقته الوطنية  و استفسره عن عدم وضع الكمامة... اخرج كناش الغرامة و سجل له غرامة يفوق مقدارها ما يربحه في اسبوع او اسبوعين....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق