أبحث عن موضوع

السبت، 20 مارس 2021

لنْ أُخبرَ أحداً ............... بقلم : قمر صابوني _ لبنان


 أنّ آخرَ ساعات الضّوء 

كادت تختنق بين شهقة أوردة 

الغسق 

 أراني أتدلّى قرطاً

من أذن الريحِ 

لأغوي الشمس بقبلة  تعثّرت بأصابعها وهي

  تعزف على نافذة قلبك

أنين الفصول 

فاجتثّتْ أجنحة قمر مساءاتنا

الّذي أصابه البلل  من موجٍ 

كنّا قد تيمّمنا فيه مرّتين ...

 ماغرقنا عند تخومِ  الحبّ 

 لكن تأبّطنا سدرة  الحلم

   ..وما عرجنا 


 لأنّنا 

لم نخبرهم

 كلّ هذا التطلّع البعيد 

 لخارج حدود الوقت

 لم نجد  إلّا زورقا

واحدا يقلّنا إلى ثقوب الفرح

الذي قدّت أثوابه من دبرٍ 

ولم يعلموا أن الصّمت المصلوب في محراب الحقيقة كان آخر  شاهد

على مأدبة سكاكين النّسوة ..


 أتذكر تلك الشّجرة

التي غرسناها ذات لقاء 

قالت أمّي ..لقد كسر خصرها 

وسال زيتها وأوقد الغضب

فسرقت من أكمامِها الحنين

لأُواري أنين فراقك  ..

كم أربكتني قطعان نظراتها المحترقة كشوقي

 الذي استرق السّمع لكلّ ماوشت به الغيمات 

 من وصايا السّماء 

فمدّ البساط لصلاة المطر..

خشية أن يتحطّم ماتبقّى من 

عقارب على جذع ذكرى تؤنسن الوحدة الّتي

تحوّلت إلى حبارى

مفترسة زحفت 

  لسرير أنفاسنا 

رغم البرد 

أحيت طقوسها 

برقصة خبيثة الزّفرات

ملتوية الخطى

 على متّكأ الغدر ..


 ترانا هل كفرنا ..؟ 

لنشرب كأس الخيبات دما ..

كي تُشبع  الغربان نهم حقدها

ونكفّر نحن عن الخطيئة ..

لا لا تجبرني أن نرحل  بعيدا

خوفاً أن يبتلعنا

ذلك الفراغ الملىء بالصّدى 

ليخبرنا أن القلوب صارت

رغيف خبزٍ

وقوته في أجران الرّوح دمعات راسيات 

طحنتها رحى الحروب ملحا..


وأنت أيّها الحبّ 

إلى أيّ رحم فينا تنتمي  

أخبرني 

هل نبت لك أجنحة

 لحظة ولادتك لتهاجر 

ذات أزل 

كيما يفرض علينا ذبح قلوبنا 

قدّمناها قرابين 

 لأنياب القدرِ 

فشاخ

ذات فطام ..!


قمر بيروت*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق