أبحث عن موضوع

الاثنين، 29 يونيو 2020

ذكرتُ لوزان .................... بقلم : فيصل سليم التلاوي




أُتيح للشاعر فرصة زيارة مدينة لوزان و غيرها من المدن السويسرية في الفترة مابين 25-30/8/2012 فكانت هذه القصيدة:


ذكـرتُ (لوزانَ) إذ قالت مُضيفتنا

هناالجنانُ فلا تَرتدَّ حيرانا

هنا النعيمُ مقيمٌ في جـــــــــوانبها

يبثُ أفياءها روحًا وريحانا

على بحيرتها ماد الســــــفينُ بنا

يُريكَ من جنة الفردوس شُطآنا

يا للَمراكبِ نشوى فوق صفحتها

تميسُ في سيرها دَلاَّ وتحنانا

وللنسـائمِ في الآصالِ رقتها

كأنما نسمت من صوب رضوانا

لوزانُ لا مثلها عينٌ قد اكتحلت

ولا رأت من صنوف الحسن ألوانا

نزلتُ لوزانَ لا لهوًا ولا ترفًا

فِعــلَ الأعاريبِ والصيتِ الذي كانا

حيث القمار الذي يحثون ثروتهم

على رؤوســـــــهمُ صُمًا وعُميانا

حتى الغرابيبُ في الشطآن تلحظها

أنّى حللتَ زُرافاتٍ و وِحـــــدانا

لكنها الدربُ حطّت بي على عجلٍ

وأنزلتني عليل القلب ظمــــــآنا

حتـــى نزلت بواديها وشاطئها

فتيمتني وبات القلب نشــــــوانا

لا آبَ يلهبني حرًا بســـــطوته

ولا السـوافي الذي تذرو بدنيانا

ذكرتُ أهلي وأقوامًا لنا عرَبًا

يصَّـــارخون إلى الثاراتِ رُكبانا

ممزقينَ، حرابُ الغدر تنحرهم

كدأبهم حيث عاشوا الدهر عُربانا

كم في دمشقَ وفي بغدادَ من شجنٍ

يدمي الفؤاد ويُجري الدمع طوفانا

يُخـــــــــرِّبون بأيديهم بيوتهمُ

وينفثون لهيب الحقـــــــــد نيرانا

ويدّعون انتماءً، ضَلّ سعيُهمُ

وخاب من لا يرى في الناسِ إخوانا

ونحنُ في الشرق من كُنا ذوي رحمٍ

نحيا ونجــمعُ إنجيلاً وقرآنا

ماذا تغير حتى مسـَّــــــــــــنا هَوَسٌ

وساءَ طالعنا نحسًا وخُسرانا

هنا شــــــعوبٌ وأقوامٌ، هنا أممٌ

كعالم الطيـــر تغريدًا وألحانا

تعلموا العيش في أُنسٍ وفي سَكَنٍ

في ناعمٍ من رغيدِ العيشِ جيرانا

هنا شعوبٌ تناست ما يفرقها

وزيّنت أرضــها عدلاً وعمرانا

لكننا العُمرَ أفنيناهُ في حَـــرَبٍ

ونحـــن أقــربُ خلق اللهِ إنسانا

يا ويحَ قومي لو لوزان جارتهم

لمزقـوا عرضها إفكًا وبهتانا

وأشـــــــــــبعوها أقاويلاً ملفقةً

كدأبهم يطلقون القول بُركانا

لقطّعوها وعاثوا في مرابعها

أما ترى صُنعهم في أرضِ لبنانا

هــذا النعيمُ رقيق الظلِ ذكرني

أرضًـــــا وأهلاً وأحبابًا وخلانا

ففاضت النفس إذ ثارت مواجعها

وبُدِّلت بلذيذ العيش أشــــــــجانا

قف بي ولو لحظاتٍ في مرابعها

فربما لحـــــــــــظاتٍ فُقنَ أزمانا

وربما عِبَرٌ يأتي بها نَظَــــــــرٌ

تُغنيكَ وعظًـا وإرشادًا وبرهانا

حمــدتُ ربِيَ أن لم يأتني أجلي

حتـــــى وقفت على لوزانَ هيمانا


3/9/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق