أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 10 مارس 2020

ثورة السمك البيضاء .................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يقفون‏‏‏


تذكروا هندامَهم على ناصيةِ فيروز ، صباحٌ مشغولٌ بحثيث التغاريد وصوتُ الحقائبِ يعلو على الواجبِ البيتي ، ظهيرةٌ ترقصُ تبركاً على مائدةِ أم كلثوم ، أما في اللّيالي يغفو عبدالوهاب على الكرنك نكايةً بعبد الحليم ، أحتارَ فؤادي وغيّرَ طريقةَ العبورِ كلّما سَمعَ الأولاد يتلون على المناضدِ الذكريات ..

فاصلُ صمتٍ .. تحتاجُ الخاطرة ..

مهلا أيّها القلمُ ، سالَ لعابُ العتاب ..

في الحاضر وما بعد الغد تمرُّ موسيقى الغاز التركية ، حزينة الأوداج ، أمامَ بابِ المنزل ، تخنقني الغصةُ الرؤوم ، تتهجى الرمادُ حروفَ النيران على فحمِ الشوقِ ..أتذكر أنني محترقٌ بلا نارٍ ، قد أصابني الغليانُ بلا شعلةٍ زرقاء أما جمرُ السعال الذي غطى الكلامَ ربما سببه سيجار السؤال ..

أتذكرُ أني أبكمَ لا أعرفُ النغمةَ ، ولا أكتبُ اللاءات المنفية

على متنِ كراريس الطفلِ أخشى أن توقظهُ الدهشةُ التي أصبحت وباء..

بإفراط هكذا أتعاملُ معكَ بحسنِ النية ، وأقولُ : الألمُ يجمعنا وسطَ باحةِ الدارِ ، ضمن مقترحاتي المنسيةِ أنني سأركبُ عربةَ المتجول لأبيع نفسي مجمداً أو متّقداً ليستفيدَ الشاي والصابون مني في غسلِ التجاويف المملوءة بتكلسِ المحاذير ، أتأهبُ مثل القناني المحجوبة بالصبرِ الأصفرِ قبل أن يرميني الحوذيُ من عربتهِ الهزيلةِ من صريرِ أضلاعٍ حطمتها وعورةُ العيشِ ..

باتَ تكسيرُ الماعونِ من عاداتِ الأسفار ..

يا حوذي البخار … أيّها البارعُ في الأصوات

ألا تنجلي من حارتي ، سمعتُ أنينَ عصفورتي ذاتَ غفوةٍ ،

لقد شاخَ البيضُ تحتها ولم ينقرّ بابهُ الأول بمنقار لينٍ لحدِ الانشطار ..

سأسكبُ نفسي قبلَ أن تسكبني امرأةٌ في قدرٍ مغلي حتى الهيجان

من أصبعِ فلفلٍ حار ، سأتمددُ بحجمِ تموزٍ مشتعلٍ بثورةِ السمكِ العانس ..

تكمنُ في الصمتِ الجبري شرارةٌ سعة برقٍ تحمله غيمةٌ غنيةٌ

توزعُ ثروتها على رمالٍ بورٍ نسيت حوافرَ الاجتياز ..

بين الكائنِ والمكنون فجوات شبه مرئية تحت شمسٍ قاربت أعمارَ الشيوخ الذين بنوا فنارات الضياءَ لكلِّ تائهٍ من هذا الكون ..

عذراً يا طاهية ولائم الكهنة لقد سقطَ التأريخُ مأكولاً من الفكِ إلى الفك ما عادَ يفيد القضمُ في ولات حين مناص..

عذرًا يا حوريةَ الأنبياء دعيهم يتذوقوا لقمتي الأخيرة ..



البصرة / ٦-٣-٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق