أبحث عن موضوع

الأربعاء، 3 أبريل 2019

أمنية ........................ بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية





لو أنَّ يَدَكَ تدقُّ بابي

سيبتسمُ البابُ

ويفردُ لكَ جناحَيهِ

وينفتحُ لكَ أثيرُ الضَّوءِ

وتمدُّ الجدرانُ لكَ أياديها

لتصافِحَ قُدومَكَ

وينحني بلهفةٍ وتقديرٍ

بلاطُ العتبةِ لدخولِكَ

يرحبُ بكَ هواءُ المسكنِ

ويتجدَّدُ عِطرُهُ طواعيةً

وتضمُّكَ الحجراتُ بشغفٍ مؤثّرٍ

تُقَبِّلُ أنفاسَكَ الآرائكُ

وتشمُّ بهاءَكَ المرايا

وتركضُ نحوكَ كتبي

لتقبِّلَ وقارَكَ

وتلثمَ جبينَكَ الورودُ

النَّوافذُ سترشُّ عليكَ الفرحةَ

والسَّتائرُ لن تخفيَ بهجتَها

وستتأهَّبُ الكؤوسُ للترحابِ بشفتيكَ

والخبزُ بالنَّشوةِ لملامسةِ أصابِعِكَ

سيغتسلُ الماءُ مراراً قبلَ أنْ تشربَهُ

والقهوةُ ستكونُ راعشةَ السُّخونةِ

الملاعقُ ستختارُ أفضلَ مَنْ يمثَّلُها

والصُّحونُ تتنافسُ بضراوةٍ

لدرجةِ التَّحطُّمِ

لتنالَ شرفَ تقديمِ الطَّعامِ

السَّقفُ بغبطةٍ سيظلَّلُ سُمّوَكَ

الأرضُ بعشقٍ ستحملُ طهرَكَ

الكهرباءُ بخشوعٍ ستلمِّعُ نعلَيكَ

والمزهريَّاتُ سيرمقنَ وجهَكَ بخفرٍ

وأنا أغالبُ دمعتي

وأنتظرُ دوري

في البكاءِ على صدرِكَ

كلُّ هذا سيحدثُ

لو أنَّكَ تدقُّ بابي

في هذهِ الغُربةِ العفنةِ


يا أخي *






إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق