كالقطار المزدحم لا تدري إلى أين يشد بك الرحال
من يسافر على متنك ومن ينزل ، من تعارفوا عليك ،
أو من أين يأتي شخير فلاح طحنه التعب ، عبس عامل يحمل فتات خبز صغيرة ويبدأ بسرد يومه
ضحكة صاخبة أنهكت صاحبها من خلف الجريدة
، ورقة حظ يلقيها عليك بائع متجول ..
أنت مثقل بأشياء لا تعنيك ....
تنسى كم حملت من هموم البشر شقائهم و سعادتهم، أحلام القرى و النجوع حيث البنايات الشاهقة في المدن البعيدة ، تحتوى رغبة صغارهم و كبارهم .
لاتذكر سوى إنك كتلة متبلدة المشاعر
مجرد آلة تعتقد أنها ستنجو من صدأ الأيام ...
تسير بحجم خطين متوازين ، لا تعبأ بقطعان الماشية
التي تعبرها ولا بأسراب الطيور التي تظلك
ولا بالتفاتة الشجر ، تقطع أحلام النيل من الشرفات الممتدة بطول الطريق ..
تبوح بتنهيدة متقطعة كسحابة سوداء أرهقها المسافات فتتلاشى في ركاب الزحام ...
صفارة تلو الأخرى تعلن عن موعد وصولك
وهيهات ......
أن تلقى جزاء أو ثناء
لك الآن أن ترتاح من عناء السفر ...
أنت هناك ... وأنا هنا
أراقب رحيلك بلا وداع
وأرتقب وصولك دون موعد
ولا أذكر منك إلا عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم
في حادث عبث بهم ... بلا رحمة أو واجب عزاء
تعاود دون أدنى شفقة العمل
ولا اعتذار عن حجم الفجائع التي جددتها .
ثمة رسالة تجدني
- هيت لك سيدتي
وبرفقة الرسالة قبلة مطبوعة
-أرجوك لا تحزني -
عندما أعود سأعوضك عن كل لحظة
وهيهات ....
- في كل محطات العمر
لنا رسالة و أجمل الرسالات التى تحمل شوق السنين ، كذا انتظرت على يقين وإيمان أتحدى الزمن
ليتهم ما تقدموا نحوك ،لتصدمهم
ليتهم ما تأخروا عنك ، لتفوتهم ، مسكين من يحمل ذاكرة ، ولا تحمله قدماه ، ليتنا جميعا على نفس استقامتك
كي نعرف محطتنا الأخيرة ، وحين تعلن صفارة الوصول بعد قليل ستأتي مزدحما وترحل مزدحما ويمضي العمر ....
27-10-2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق